تمثل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة الكويت الشقيقة رداً لجميل الأخوة بين البلدين ، فلن تنسي مصر من يقف بجانبها عند الشدائد ولن تنسي مقولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت "مصر عزيزة على الكويت ولن تتأخر عنها أبداً" نوفمبر 2013 للرئيس السابق المستشار عدلي منصور عند مشاركته في اجتماعات القمة العربية بالكويت في دورتها ال 25 وعندما جاء لحضور حفل تنصيب السيسي رئيسًا تأكيدا على إحترام إرادة المصريين، ولا سرعة أصدار الحكومة الكويتية بيانا فى أعقاب ثورة 30 يونيو بدعم خارطة الطريق وفقًا لبرنامج زمنى يكفل الاستقرار ويحفظ لمصر أمنها. ولن تنسي مصر المساعدات الكويتية منذ 30 يونيو سواء الحكومية المباشرة بنحو 4 مليارات دولار منها ملياري دولار كوديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطيات الدولية المصرية ومليار دولار كمساعدات عينية نفطية ومليار دولار منحة لا ترد، كذلك قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ إنشائه نحو 2.4 مليار دولار لتمويل مشاريع مصرية في مختلف القطاعات ، وعلى صعيد التجارة البينية فيشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموا وصل 3 مليارات دولار في العام المالي السابق ارتفاعا عن 2,9 مليار دولار للعام الأسبق ، إلا أن معظمها صادرات مواد بترولية بقيمة تزيد عن 2,6 مليار دولار إلى مصر، جعلت الميزان التجاري يميل لصالح الكويت ، اي أنه لا يمثل سوى 3,5 ٪ من إجمالي تجارة مصر الخارجية مع العالم والبالغة نحو 86 مليار دولار و 2,5 ٪ من إجمالي تجارة الكويت الخارجية البالغة نحو 120 مليار دولار، ولكني أعتقد أن هناك فرص كبيرة لتنمية حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في الفترة المقبلة خاصة إذا ما تم تعزيز جهود التسويق للمنتجات المصرية الصناعية والزراعية في الكويت . وتبلغ الجالية المصرية بالكويت بنحو 460 ألفا وفق وزارة الداخلية الكويتية والثانية من حيث الحجم بعد الجالية الهندية ، تقوم بدور متزايد في القطاعات التنموية والخدمية عبر 46 ألف كادر في القطاع الحكومي و 277 ألفا في القطاع الخاص، وبإجمالي 323 ألف عامل وتساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية من خلال إنفاقها الإجمالي داخل الكويت الذي لا يقل عن 3,2 مليار دولار سنويا على الإقامة والسكن والمعيشة والتعليم والصحة والسفر وغيره وبمتوسط 10 آلاف دولار سنويا و 28 دولار يوميا للفرد ، كما تقوم الجالية المصرية في الكويت بتحويل ما يقرب من 3,5 مليار دولار سنويا إلى مصر من إجمالي 11 مليار دولار يتم تحويلها سنويا من دول الخليج حسب تقديرات كتاب حقائق عن الهجرة والتحويلات الصادر عن البنك الدولي ، وفي المقابل تحتضن مصر نحو 22 ألف مقيم كويتي منهم 20 ألفا بغرض التعليم ينفقون نحو 814 مليون دولار سنويا بمتوسط 37 ألف دولار سنويا و 100 دولار يوميا للفرد. وتنتظر مصر من الزيارة الأولي للرئيس السيسي للكويت الشقيقة تلبية لدعوة أميرها العظيم والترحيب الرسمي والشعبي المتميز بإستمرار وتنامي التعاون وتتويج العلاقات بين البلدين بكافة المجالات وتنشيط التبادل التجاري والاقتصادي والسياحي، وتشجيع الاستثمارات الكويتية من خلال الفرص المجدية في المشروعات التنموية المصرية الكبرى في مقدمتها مشروع محور قناة السويس ، وجهود الترويج للاستثمار خاصة مؤتمر مصر الاقتصادي بشرم الشيخ في مارس المقبل .. تحقيقا لمقولة الأمير الكويتي " أشقاؤكم معكم .. وسندٌ لكم". [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ