«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوادى الجديد .. ضحية «هيردوت» «1 2»
تشغيل سكك متولى ،عودة طيران شفيق ، إلغاء اراضى المزاد ، شباك واحد ، خارطة للطرق الوصايا الخمس للاستثمار

عبارات كثيرة قالها مؤرخ الاغريق هيرودوت عن مصر .. غير أن عبارة واحدة هي التي ترسخت فى اذهاننا وذاكرتنا والتصقت بنا , حتي أصبحت معدننا وطينتنا وطبعنا وطبيعتنا .. إنها عبارة مصر هبة النيل .. ومن يومها ونحن ننتظر من النيل أن يهبنا الرخاء والعيش والحياة
فظللنا على حالة الانتظار نقول ان النيل ابوالمصريين ونلعن أبو الصحراء و نعطيها ظهرنا حتى صرنا رهائن مصاطبه وشواطئه .. ان البدوي الرحالة هو الذي قال : إذا لم يأت الجبل إلي محمد , فإن محمدا يجب أن يذهب إلي الجبل .. وهى عبارة لم يترب عليها الفلاح القديم .. فهى عبارة لو تربى عليها كان سيذهب إلى هناك في قلب الصحراء .. وهناك كنا سنجد النيل يلاحقه, في جوف الأرض , وليس عليه إلا أن يدق له المواسير ليتدفق الماء بالحياة.. ولما كان الوادى الجديد ضحية لهيردوت.. وحيدا بعيدا في عزلته يناجي المستثمرين والراغبين في حياة كلها رزق وطمأنينة...

كنا في مكتبه بالدور الثاني من مبني ديوان المحافظة عندما لوح لنا اللواء محمود عشماوي محافظ الوادي الجديد والفرحة تغمر ملامحه بورقة فى يده مفادها أن أحد كبار رجال الأعمال بعث اليه بها يطلب راجيا تخصيص 5000 فدان لأقامة انشطة زراعيه صناعية بمنطقة الفرافرة ، ولكن ما أن حاول أن ياخذنا معه فى حلم إستثمار زاده الخيال .. كان شبح هذا الواقع المرير وما يعانيه ابناء الوادي من معوقات وعرقلة للأستثمار يحيط بنا ، وفى مقدمتها هذه الحفرة العميقة التى سقط فيها الأستثمار الزراعى وهى حفرة طرح الأراضى الزراعية وتخصيصها بنظام المزاد.. ولم تكن هذه هى الوصيه الوحيدة التى لابد أن توصي بها بمجرد أن تستمع وتناقش مستقبل الاستثمار بالوادى الجديد ، أنها واحده من الوصايا الخمس التى يطلبها الناس فى صلواتهم الخمس وهم يبتهلون الى الله بأن يحققها لهم ..

خذ مثلا حرمان الوادى الجديد من خدمة النقل الجوى ورحلات مصر الطيران الأسبوعية " الاحد والاربعاء " والتى توقفت بأمر من الفريق احمد شفيق عندما كان وزيرا للطيران المدنى بحجة ان هذه رحلات لاتؤتى ثمارها الاقتصادية وتتسبب فى خسارة فادحة للشركة ، فتم قطع الخدمة وكتب احمد شفيق العزلة على الوادى من يومها ، مع أن العقل والمنطق يقول : هذه منطقة حدود أمن قومى لها خصوصية ولاينبغى ابدا ان تندرج تحت قاعدة التشغيل الاقتصادية والاستثمارية ، فخط الطيران المخصص للوادى الجديد لاينبغى ان يكون خطا عاديا كبقية الخطوط الأخرى التى اعتادت على تشغيلها شركة مصر للطيران الوطنية وانما هو يجب أن يكون خطا سياسيا يبدد عزلته البشرية والاستثمارية والسياحية ويعيد اليه الحياة .
عودة هذا الخط الذي تم إلغائه بقرار وزير الطيران الاسبق كان الوصيه الثانية ، ولم يتوقف عزل الوادي الجديد على المطارات المهجورة فكانت الوصيه الثالثة وهي اعادة تشغيل خطوط سكك حديد الوادي الجديد التي انفقت الملايين وباتت منهوبة ومسروق قضبانها ، أما الوصيه الرابعة فهي انشاء الشباك الواحد وهي الوصيه التى تكاد أن تراها وهى تتنطط امامك بين المنافذ المتعددة والقرارات المزدوجة وانعدام صلاحية المحافظة المفترض انها صاحبة الولاية فى أن تأخذ قرراتها من رأسها بهذا الشأن لحل مشكلات مشروعات المناطق الصناعية التي تكاد تكون تحولت الى مناطق مهجورة نتيجة هذه المركزية العميقة العريقة ، أما اصلاح الطرق وعلاج كوارث خرائطها وخططها بعد تقطع اوصالها وارحامها وتدهور أحوالها كانت هى الوصيه الخامسة .. أنها وصايا تنقذ ثروات الوطن واستثماراته لذا كانت هذه التفاصيل

الوصيه الاولى .. انعاش الاستثمار الزراعى لن يتم إلا بألغاء المزاد
وإن كانت الثروات التعدينية والسياحة استثماراً هاماً للوادي الجديد فهي لا تضاهي أهمية الزراعة بالنسبة لها حيث يبلغ إجمالي استثمارات الموجهه للزراعة 705،9 مليون جنيه بنسبة 33،1٪ من اجمالي الاستثمارات الموجهه للمحافظة في خطة 2014/2015 وتتمثل أهم مشروعاتها في إنشاء البنية الأساسية لمساحة 60 ألف فدان في الفرافرة وإنشاء البنية الأساسية لمساحة 45 ألف فدان شرق العوينات.
الأمر يبدوا أكثر ارتباكاً عندما نتحدث عن روتين الحكومة وبيروقراطيتها الأصيلة التي عانى منها"الحاج محمود سعيد" احد المستثمرين بالوادي الجديد حيث تم تخصيص 400 فدان للإستصلاح الزراعي وزراعة النخيل بمنطقة الراشدة "مشروع المليون نخله"، وقبل خمس سنوات سببت 100 فدان مجاورة للمشروع وغير مستصلحة الكثير من المشاكل فطالب محمود بتخصيص هذه المساحة ليستصلحها قائلا:" استصلاح ال100 فدان ضروري لحماية ال 400 الأخرى " ،وحينها بدءت المعاناة ومنذ اللحظات الأولي حصل على الموافقات المطلوبة من 7 جهات وقام بدفع 75 الف جنية لإثبات الجدية فى عملية الزراعة ولكنه لم يتسلمها حتي الآن من دون ابداء أسباب.
لم يختلف الوضع كثيرا "لادوارد حنا" الذي حصل على الارض منذ عام 1999 حيث قدم على ما يعرف بالملكية والتصرف و ارسل للري في الخارجة للافادة حول مصدر مياه لهذا الموقع بمساحة 200 فدان وهنا بدأت سلسلة الإجراءات التي لا تنتهي حتي اليوم حيث ارسلت ادارة الري الاوراق إلى مركز بحوث المياه بالقناطر في القاهرة حيث قام ادوارد بدفع 8000 جنية كرسوم، بعدها تم ارسال بعثة علي الفرافرة لمعاينة الارض واصدرت قرارها رقم 9 لسنة 2005 بحفر البئر وارسل اقرار لري الخارجة ولكن لا جدوى ولا رغبة في التنفيذ ويقول ادوارد:" قمت بزراعة 50 فدانا بنظام وضع اليد وبعد صدور قرار يقنن هذا النظام في عام 2010 قدمت اوراقي مرة اخري ولكن يبدو أن المسئولين غير راغبين في اتخاذ أى قرار ".
ويضيف ادوارد" تردد مؤخرا ايضاً أن ارضي الوادي الجديد سوف تباع من خلال المزادات ولكن من هذا القرار خاطئ من وجهة نظري"
اما "الحاج عبد الحميد بيومي " فقد حصل على ارض للأستصلاح الزراعي بمساحة 550 فدانا بسعر 500 جنية للفدان بمنطقة غرب الموهوب حيث يحتاج الفدان الواحد إلى استثمارات تقدر ب50 ألف جنيه ليكون صالحا للزراعة ولكنه فوجئ بوجود 200 فدان فيها مساحة حجرية ومن المعروف أن الزراعة تتم في تربة طفلية طينية أو رميلة أو طينية والغريب في الأمر أن الجهات الرسمية رفضت استبدلها بمساحة اخرى قابلة للزراعة ولا يستطيع ايضاً أن يغير نشاطها. ويقول:" نحو 50٪ من المستثمرين "طفشوا" من منطقة غرب الميهوب التي تقدر بأكثر من 33 ألف فدان بسبب سوء اختيار المكان للزراعة وقال :"كان على الدولة التي تسعي لجذب الأستثمارات أن تحدد المكان الصالح وغير الصالح للزراعة قبل تخصيصها لنا" واضاف:" المستثمر يعمل دائما بعقلية "خسارة قريبة افضل من مكسب بعيد""
وتوجهنا إلى المدرسة الثانوية الزراعية بالخارجة للوقوف على مستوى الاعداد الفنى للخريجيين والمفترض أن يكنوا قد تدربوا واجادوا وامتلكوا مهارات فنية زراعية تمكنهم من العمل من تنفيذ والعمل فى هذه الاستثمارات الزراعية المرتقبة الضخمة او حتى البدء في عمل مشروعات صغيرة لهم مثل مزرعة صغيرة أو مشروع منحل أو مشروع دودة قز لإنتاج الحرير ، فالوادي تضم خمس مدارس ثانوية زراعية بحسب مدير المدرسة والتي يتعرف فيها الطالب على خمس مجالات للانتاج الحيواني واستصلاح الأراضي والتصنيع الغذائي وايضاً تخصص فني المعمل. وخلال الجولة لفت انتباه فريق "دوار الصراحة " أن المدرسة تستخدم اسلوب الري بالغمرفى مزرعتها التجريبية وهو ما علق عليه محافظ الوادي الجديد محمود عشماوي موجهاً سؤالاً إلى الطالبات والطلبه قائلاً :" ما هي طرق الري المختلفة وما هو افضلهم؟" وكانت اجابة احد الطلاب مفاجاة "الري بالخرطوم " وغمر ورش وتنقيط مما دعانا للتساءل عن أهمية مستقبل تطوير والاهتمام بهذه المدارس الفنية فى هذه الاماكن والوادى الجديد على وجه الخصوص ومدى جودة التدريبات العملية الموجهه لهؤلاء الطلاب.وبحسب اللواء محمود عشماوي أن الخطوة الأهم لجذب الطلاب إلى التعليم الفني بصفة عامة هو تخفيض تنسيق بعض الكليات لهم مثل كليات الزراعة للتعليم الفني الزراعي و الهندسة لخريج التعليم الفني الصناعى.
الوصيه الثانية : إلغاء قرار أحمد شفيق بعزل الوادى وقتل السياحه !!
وليس الروتين الحكومى وحده هو الذى يمكن ان يعرقل الاستثمار الزراعى أو لايشجع على استقدام المستثمرين العرب والاجانب الى هذه المنطقة ، فالقرار الاحمق بحق مطارات الوادي الجديد والذى اصدره الفريق احمد شفيق عندما كان وزيرا للطيران المدنى فى حكومة نظيف قبل الثورة يعد إهداراً قد يظنه البعض تأمراً لعزل هذه المحافظة التي تضم ثلاث مطارات هم مطار الداخلة والخارجة وشرق العوينات هذه المطارات المهجورة تمثل ملايين الجنيهات القابعة وسط الصحراء بكامل طاقتها وتقف في انتظار "الفرج" متمثلاً في طائرة شركة الخدمات البترولية التي تأتي يومي الأحد والخميس من كل اسبوع بمطار الخارجة بعد توقف رحلات مصر للطيران عن التوجه لهذه المطارات.
نعم فمنذ أن توقفت خدمة الطائرات وخطوط مصر للطيران عن الخدمه، توقف كل شئ فى الوادى ، فإذا كانت هذه الطائرات هى الجسر الجوى لنقل الاستثمار الزراعى والصناعى ، فهى بوابة السياحة لمحافظة الوادي الجديد ، فما ان توقفت رحلات مصر للطيران من هنا ، عجرها السياح من هنا ، فالمحافظة التى كانت تستقبل نحو 170،000 سائح سنوياً أصبحت مواقعها الأثرية خاوية على عروشها.
وفي مقابر البجوات الأثر القبطي الذي يعود لأوائل العصر المسيحي وقفنا بصحبة محافظ الوادي الجديد محمود عشماوي، الذي أكد مطالبته للجنة الرئاسية للتنمية المجتماعية أثناء زيارتها للوادي الجديد بضرورة تنشيط السياحة عن طريقة إعادة نظام "الترانزيت" للطائرات المتجهة إلى الأقصر، والذي كان يسمح ببقاء السائح ليوم أو أكثر لمشاهدة اثار الوادي الجديد قبل الأتجاة مرة أخرى إلى الأقصر وبحسب عشماوي فيمكن للسائح أن يقيم يوماً في الداخلة وأخر في الخارجة ليزور العديد من الأماكن السياحية ويقول:" دعوت وزيري السياحة والأثار لإقامة مؤتمر لتنشيط السياحة وقد رحب وزير الآثار وننتظر رد من وزير السياحة".
فهناك 139 موقعاً سياحياً متنوعاً ما بين اثار قبطية وفرعونية وحتي آثار ما قبل التاريخ والوادى الجديد يكاد يكون المحافظة الوحيدة التي تضم قري اثرية بالكامل تدل على الحياة وطرق المعيشة:" فضلا عن وجود اشكال متعددة من السياحة مثل السياحة العلاجية من عيون المياه الكبريتية الساخنة وكذلك سياحة السفاري والتزحلق على الرمال في منطقة الصحراء البيضاء"
وإن كانت السياحة في انتظار الطيران فإن الفنادق في إنتظار السائح بخاصة وأن الوادي الجديد تتمتع بفنادق بيئية اقيمت على طراز المنطقة وتستخدم خامات البيئة وتضم الوادي 18 فندقا منهما خمسة فنادق في الخارجة و10 في الداخلة وثلاث في الفرافرة، معظمهما فنادق صديقة للبيئة بحسب ماقاله مسئول السياحه بالمحافظة .
ألتقينا بأحد المستثمرين صاحب واحداً من الفنادق البيئية بالوادي، والذي اوضح أن تشجيع الأستثمار كان جيداً قبل ثلاث سنوات، حيث كان ينٌظر للمنطقة على انها بحاجة إلى التنمية والتنشيط، فكان المستثمر يحصل على الأرض بربع الثمن وعندما يبدأ في البناء وفقاً للجدول الزمني ومكونات المنشأة يدفع الربع الثاني، وبعد الانتهاء والحصول على رخصة التشغيل يدفع الربع الثالث وبعد فترة يدفع الربع الأخير.
وتسمي الفنادق في الوادي الجديد بفنادق الأجازات التي تماثل القرى السياحية في المناطق الساحليه، وعلي الرغم من أن فندقه صٌمم ليضم 60 غرفة إلا انه لم ينتهي سوى من 24 غرفة ويسعى الأن للحصول على تشغيل تجريبي ل6 غرف فقط ولا يسعه الأستمرار في التجهيز من دون توافد للسياحة ويقول:" نحتاج الأن إلى العديد من العمال بدءا من "الجرسونات والأمن والطباخين " وغالبا ما تكون تكلفة الفنادق البيئية اعلى من الفنادق العادية وقد تصل تكلفة الغرفة بداية من الأرض وحتى الخدمات المقدمة نحو 25 ألف جنيه ولكن أين السائح ليعوض لنا هذه التكاليف؟" .. ويبقى السؤال .. هل مازالت شركة مصر للطيران تتمسك بقرارها وايقاف رحلاتها بدعوى عدم الجدوى الأقتصادية .. ياسادة تعميربوابة مصر الغربية الجنوبية مع ليبيا والسودان بالاضافة الي امكانية استخدم النقل الجوي في تنشيط الاقتصاد عن طريق استخدامه في النقل والشحن والتصدير لحاصلات الوادي الجديد وشرق العوينات ونقل المستثمرين إلى مواقع مشاريعهم بشكل دائم يحتاج إلى خط سياسيا وليس سياحياً
الوصيه الثالثة : التوبة عن خطيئة متولى
اما وأن الطائرات لاتهبط فكان يمكن ان يكون البديل الأمثل هو خطوط السكك الحديدية التي تعد وسيلة النقل الأسرع والأكثر اماناً سواء للمواطن أو للبضائع، ولكن في الوادي الجديد تبدو الآية معكوسة، ففي سابقة تعد الأولى من نوعها سٌرق نحو 150 كيلومتر من قضبان قطار الوادي الجديد الرابط بين الفرافرة - الخارجة - أبو طرطور- سفاجا وكان قد تم مد أول خط سكة حديد عام 1999، بطول 46 كيلومترا، بتكلفة وصلت إلى 75 مليون جنيه وتمت إقامة تفريعة من قرية صنعاء من خط الوادى الجديد - قنا - سفاجا ليمتد جنوبا حتى واحة باريس، ليخدم القرى المحيطة بهذه المنطقة، ومنها فلسطين، وجدة، وبغداد، وباريس من خلال 4 محطات . وكانت اخر رحلاته عام 2006 حيث تم التعامل معه من المنظور الأقتصادي بأنه لا يحقق الربح المرجو منه !! ويكشف ابراهيم خليل الملقب بمؤرخ الوادى الجديد عن الاسباب الحقيقية التى تكمن وراء فشل وسرقة خطوط السكك الحديدة بالوادى الجديد عندما قال : أنه اثناء تولى فوزى البرنس محافظا للوادى الجديد حضر سليمان متولى وزير النقل والمواصلات السابق الى الوادى وحدثت مناقشة على مد خط السكة الحديد من الخارجة الى أسيوط مباشرة وحتى يقوم على جانبيه الاستثمارات والمجتمعات العمرانية وربط الوادى الجديد بالوادى القديم ويصبح الفوسفات من المنجم بالخارجة الى الميناء بسفاجا إلا ان متولى تشدد ورفض هذا الخط مما تسبب من حرمان الوادى الجديد من الاستثمارات واطلق ابراهيم خليل المؤرخ على فترة سليمان متولى هى بداية النكبة للسكة الحديد فى الوادى .. فلولا هذا العناد ماكانت محطة قطار الخارجة مهجوره من الركاب والقطارات ، فلقد ذهبنا اليها ولم نر إلا ثلاثة عمال وثلاث عربات وجرارين تقف جميعاً وسط الصحراء من دون هدفاً واضحاً، فلا القطار يعمل ولا يحقق وجودها أى تأمين لمٌعدات تكلفت ملايين الجنيهات واصبحت صيداً سهلاً لعصابات سرقة القضبان التي بدأت في عمليات السرقة منذ عام 2011 بعد توقف العمل علي الخط بأعوام ، ومع ذلك فمازالت الاحلام ممكنه وهذا مايؤكده محافظ الوادي الجديد محمود عشماوي عندما قال لنا وهو يرافقنا فى هذه الرحلة الى المحطة : لقد طالبت وزير النقل بعودة خط السكك الحديدية الجاهز للتشغيل من منطقة الخارجة إلى مركز باريس بطول 90 كيلو ليخدم نحو 100٫000 الف مواطن في 11 قرية منها صنعاء، فلسطين وبغداد والكويت وعدن والثورة وبولاق وناصر والجزائر ولكنه في انتظار قرار وزير النقل لتشغيل "قطار جامعة الدول العربية" كما اسماه... ولكن هل يتحقق الامل والحلم ، فالذى ربما لايدركه هؤلاء أن القضبان لم تسرق وحدها فالعديد من الأستثمارات سرقت معها ربما منذ بداية التخطيط لإنشائها والذي كان الهدف منها نقل خام الفوسفات من منطقة أبو طرطور إلى ميناء سفاجا والذي يعتمد تماما ومنذ سنوات على النقل البري مما ادى إلى اهمال السكك الحديدية فتم سرقتها وحرمان المواطنين من استخدامها على خط صنعاء باريس.
الوصيه الرابعه : خرائط قياسيه وطرق ممهده
ويبدو الآمر أسوأ على مستوى الأستثمارات التي تمثل الطرق والنقل آحدى مقومات جذبها واستمرارها، فبحسب ما رصدناه اثناء جولتنا بمركزي الداخلة والخارجة وقراهما المختلفة فإن الطرق الداخلية لأغلب القرى غير مرصوفة وتعاني من جراء غياب الصرف الصحي. أما الطرق الرئيسية فحدث ولا حرج عن "وعورتها" فهي مكونة من حارة واحدة غير مزدوجة، وغير مضاءة ليلاً، وتشمل عدداً كبيراً من المنحنيات الخطيرة، بالاضافة إلى ظاهرة زحف الكسبان الرملية على الطرق والمنتشرة في الصحراء، وبحسب ما قال احد سائقى سيارات النقل على طريق شرق العوينات فإن السير على الطرق ليلاً هو مغامرة غير مأمومنة العواقب، وكنا قد التقينا به امام نقطة تحصيل الرسوم المقررة علي حمولات "الدريس" وعلي حمولات الفول وعلي حمولات رمال المحاجر وطالب بضرورة الأهتمام بصيانة الطرق التي اصبحت مصائد للموت... فالأنتقال من مركز إلى آخر داخل الوادي الجديد يٌعد سفراً لمئات الكيلومترات، وللأسف فإن غياب وسائل النقل العام لا يترك خياراً أخر أمام المواطنين سوى استخدام سيارات السرفيس.
الوصيه الخامسة " شباك واحد و ولاية محافظة
وإذا كانت المنطقة الصناعية تضم الالاف من المساحات المرفقة بالكامل إلا انها مهجورة تماما الا من بضعة مصانع صغيرة تعمل على تصنيع الخشب وتعبئة الارز أو الدقيق أو السكر ومصانع البلح الكبيرة نسبياً. .. أما الامر المحزن هو عندما تعرف بان تم تخصيص 47 قطعة ارض لما يعرف بالمشروعات الخدمية وهذه الاراضي كاملة المرافق وجاهزة للتشغيل ولكن منذ خمس سنوات لم تسلم للمستثمرين سوى 4 قطع اثنتان يعموا واثنتان تحت الانشاء !!" لعدم وجود أى رقابة على هذه المنطقة... يقول الحاج عبد الحميد محمد البيومي احد المستثمرين والحالم بان تكون له مطبعه وليس اكثر من ذلك ، هل تصدقون أن العائق الوحيد أمامى هو"اجتماع"، إن عقد تفتحت امامى جميع ابواب النجاح ،فمنذ خمس سنوات ينتظر البيومي اجتماع المحافظ مع هيئة الاستثمار لإصدار قرار بتخصيص اراضي المنطقة الصناعية بموط بمركز الداخلة حيث تقدم للحصول علي ارض لبناء مطبعة على مساحة 1000 متر بالمنطقة الصناعية وبالفعل تمت الموفقة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وانتهي البيومي من اعداد الدراسات ودراسة جدوي و قام بدفع رسوم تخصيص ل2000 متر ولكن المسئولين عادوا واكدوا له أن مشروع المطبعة يعد من المشروعات الخدمية و عليه فيخصص له 1000 متر فقط ولكن ايضاً لم يستلمها حتى الأن. . المفاجاة أن البيومي اكتشف :" سبب تأجيل هذا الأجتماع وكما همس له بعض الموظفين " هو تعديل مسمى مشروعه من مطبعة" الى مسمى آخر .. الرجل تركناه وهو لايزال على دهشته لايصدق كيف وهو اصلا لايريد ان يفعل شيئا سوى ان يستثمر امواله فى انشاء مطبعة يحتاجها الوادى الذى لاتوجد به مطابع اصلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.