الدور التنويرى للأزهر لا يمكن ان يزايد عليه أحد فى ظل حالة الشتات وعدم الفهم الصحيح من جانب البعض لتعاليم الدين الاسلامى وسماحته والتى اختلطت بالسياسة ومن هنا كان تحرك وزارة الخارجية لتأكيد فى أكثر من مناسبة ضرورة وأهمية دور الأزهر ودارالافتاء فى توضيح قيم ومبادئ الإسلام الحنيف ودحض الأفكار المتطرفة وتحرير المفاهيم المغلوطة التى تشوه صورته . السفير بدر عبد العاطى كشفت ل»الأهرام« عن ان مصر من واقع خبرتها فى محاربة الاٍرهاب فى السبعينات والتسعينات قدمت تصورا شاملا لمحاربة ومواجهة الاٍرهاب عند تأسيس تحالف محاربة الارهاب «داعش» فى مدينة جدة والذى طرحه الوزير سامح شكري. واعتمد الطرح والاستراتيجية المصرية على 4 محاور أمنية وعسكرية وتبادل المعلومات وقطع التمويل مع تأكيد الاستعانة بالمؤسسات الثقافية والدينية والفكرية لتصحيح الصورة المغلوطة عن الاسلام وتأكيد دور الأزهر باعتباره أكبر مؤسسة سنية فى العالم تحظى باحترام وتقدير دول العالم من خلال المبعوثين ويشير الى ان لقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وسامح شكرى وزير الخارجية المصرى جاء لاستعراض الدور المهم والفعال الذى يَضطلعُ به الأزهر الشريف كأكبر مُؤسسةٍ إسلامية فى العالم، فى نشر مفاهيم الدين الحنيف الوسطى المعتدل والقيم الدينية السمحة فى ظل تنامى الأفكار المتطرفة والتنظيمات الارهابيه التى تتخذ من الاسلام ستارا لتنفيذ ونشر فكرهم الخاطئ ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتى تجتاح بعض الدول غير المسلمة نتيجة المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والتى غذَّتها بعض الممارسات الخاطئة التى وقَع فيها بعض الشباب المسلم نتيجةَ خِداع أصحاب الفكر المتطرِّف لهم. وكان القرار بالتحرك العاجل من خلال وضع خطة عاجلة بين الأزهر ووزارة الخارجية لتنفيذ مجموعة من الجولات الخارجية للإمام الأكبر شيخ الأزهر لآسيا وإفريقيا وأوروبا بما يُسهِم فى إعلاء قيم ومبادئ الإسلام الحنيف ودحض الأفكار المتطرفة وتحرى المفاهيم المغلوطة. فى الوقت الذى تم تأكيد دور الأزهرالشريف وعلمائه ومبعوثيه المنتشِرين فى أنحاء دول العالم لتعريف المسلمين بأمور دينهم، ولنشر القيم السمحة التى تُعَدُّ الرسالة الأسمى للإسلام لمواجهة الأفكار الشاذة التى يُروِّجها أصحاب التوجُّهات المتطرِّفة، بالإضافة إلى تصحيح الصورة المغلوطة. كما أن التعاون مع العالم الإسلامى يتمُّ على عدَّة محاور منها إرسال المبعوثين إلى مختلف دول العالم، واستقبال عشرات الآلاف من الطلبة المسلمين سنويًّا من مختلف الدول فى إطار المنح التى تقدم سنويًّا للدراسة فى الأزهر الشريف حيث يعتبر الأزهر أحد أدوات القُوَى الناعمة لمصر على مستوى دول العالم. ويشير المتحدث باسم الخارجية الى ان الفترة الماضية شهدت تحركات وزارة الخارجية على عدة مستويات شملت المستوى الثنائى والإقليمى خاصة جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى والدولى فى إطار الأممالمتحدة وتم التصدى للنظرة الانتقائية لمواقف الدول الغربية تجاه الإرهاب، والعمل على إقناع الدول الرئيسية المؤثرة بضرورة تبنى نظرة شاملة تنطلق من القناعة بأن التنظيمات الإرهابية فى المنطقة تنبع من إطار فكرى وعقائدى واحد على الرغم من اختلاف أشكالها وأهدافها. وتعزيز التعاون الثنائى مع القوى الكبرى (الولاياتالمتحدةالأمريكية-روسيا-الاتحاد الأوروبي) فى مجال مكافحة الإرهاب بما يخدم المصالح المصرية والجهود الوطنية للتصدى للتهديدات الإرهابية. وتسعى وزارة الخارجية فى مختلف المحافل الدولية الى إبراز التجربة المصرية فى مواجهة الإرهاب وخاصةً فى المجال الفكرى والتوعية الدينية من خلال الدور الرائد الذى تضطلع به مؤسسة الأزهر .