فى محاولة لمقاومة الفكر المتطرف داخليا وخارجيا ناقش الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أمس مع السفير سامح شكرى وزير الخارجية الدور الهام والفعَّال الذى يَضطلعُ به الأزهر الشريف كأكبر مُؤسسةٍ اسلامية فى العالم، فى نشر مفاهيم الدين الحنيف الوسطى المعتدل والقيم الدينية السمحاء، وفى هذا الاطار قدَّر شكرى دور الأزهر الشريف وعلماءه ومبعوثيه المنتشِرين فى كافَّة أنحاء دول العالم لتعريف المسلمين بأمور دينهم، ولنشر القيم السمحة التى تُعَدُّ الرسالة الأسمى للإسلام لمواجهة الأفكار الشاذة التى يُروِّجها أصحاب التوجُّهات المتطرِّفة، بالإضافة الى تصحيح الصورة المغلوطة عن الاسلام لدى الآخَرين. من جانبه أكد فضيلة الامام الأكبر أهمية التعاون القائم مع وزارة الخارجية سواء على مستوى ايفاد الدعاة والأئمة للخارج أو من خلال استقدام الطلاب للدراسة فى الأزهر الشريف، مشيدًا بدعم وزارة الخارجية للأزهر الشريف فى القيام برسالته السامية، ومساعدة الدعاة والمبعوثين للقيام بدورهم فى تصحيح مفاهيم الدين الحنيف، معربًا عن تطلُّعه لمزيدٍ من التعاون القائم بين الوزارة والأزهر الشريف. وأكد الوزير على الدور الهام للأزهر الشريف فى محاربة الأفكار المتطرِّفة التى تُشوِّه حقيقة الدين الاسلامي، مشيدًا بالمؤتمر الذى نظَّمه الأزهر الشريف فى ديسمبر الجارى لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب والذى افتتحه فضيلة الامام الأكبر وقداسة البابا تواضروس وحضرته شخصيات دِينيَّة رفيعة من 120 دولة حول العالم. وقال الوزير إنه تم بحث التعاون بين الخارجية والأزهر الشريف لنشر قيم الاسلام المعتدل فى العالم، موضحًا أن التعاون مع العالم الاسلامى يتمُّ على عدَّة محاور منها: ارسال المبعوثين الى مختلف دول العالم، واستقبال عشرات الآلاف من الطلبة المسلمين سنويًّا من مختلف الدول فى اطار المنح التى تقدم سنويًّا للدراسة فى الأزهر الشريف، مثمنًا جهود الأزهر فى هذا الصدد باعتباره أحدى أدوات القُوَى الناعمة لمصر على مستوى دول العالم. وأكد المتحدث باسم الخارجية أن الوزير ناقش مع فضيلة الامام الأكبر سبل مواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا، والتى تجتاح بعض الدول غير المسلمة نتيجة المفاهيم المغلوطة عن الاسلام والتى غذَّتها بعض الممارسات الخاطئة التى وقَع فيها بعض الشباب المسلم، نتيجةَ خِداع أصحاب الفكر المتطرِّف لهم. وتم الاتِّفاق فى نهاية اللقاء على وضع خطة عاجلة بين الجانبين لمجموعةٍ من الجولات الخارجية للإمام الأكبر شيخ الأزهر لآسيا وأفريقيا وأوروبا بما يُسهِم فى اعلاء قيم ومبادئ الاسلام الحنيف ودحض الأفكار المتطرفة وتحرير المفاهيم المغلوطة التى تشوه صورة الاسلام.