اليوم يحتفل أكثر من مليار ونصف المليار مسلم بذكرى مولد النبى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذى حمل الأمانة وأدى الرسالة وترك لأمته تراثا لو التزمت به وسارت على نهجه لما كان هذا حالها اليوم! وليتنا نأخذ من الذكرى العطرة ما هو أعمق من الاحتفالات المظهرية ونتساءل لماذا أصبح حالنا لا يرضى أحدا بعد أن كان المسلمون فى صدر الإسلام سادة العالم وأصحاب الفكر المستنير والاختراعات المذهلة.. لماذا تبلد الإحساس بالذات ونحن نتابع اهتمام الدول المتقدمة وانشغالها بالبحث العلمى والتكنولوجيا الحديثة ومشروعات التنمية وصناعة التقدم والرخاء بينما نحن منشغلون بروايات السحر والحسد والجن والشياطين التى تستهلك الوقت فيما لا يفيد ولا ينفع وتشكل خروجا على صحيح الدين الذى يؤكد لنا فى كل آيات القرآن الكريم أن الله وحده هو النافع والضار وأنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يضروا أو ينفعوا أحدا بشيء لم يكتبه الله تعالى ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وإذا كنا فى مطلع كل عام جديد نأخذ لعبة التنجيم وقراءة الطالع على أنها نوع من الدعابة التى لا تمس جوهر عقيدتنا «كذب المنجمون ولو صدقوا» فإن من غير المقبول ونحن فى النصف الثانى من القرن الخامس عشر الهجرى أن نسمح بالعبث فى عقول الناس وتغييب وعيهم من خلال الاستشهاد بواقعة هنا وحادثة هناك واستمرار تجاهل الحقيقة فى أنه مهما صح من أمور السحر أوالحسد أو العين أو أفعال الجن فهو من قدر الله، والإنسان هو ما يترسخ فى ذهنه ويستقر فى قلبه والذى لديه انطباع بأنه عرضة للسحر أو الحسد أو سيطرة الجن عليه سوف يعانى ذلك طول حياته والذى لا يهتم بذلك ولا يشغل نفسه وتفكيره به لن يصيبه كيد ساحر أو عين حسود أو شر الجن. لقد كانت أغلب قنواتنا التليفزيونية مشغولة باستضافة النجوم والعرافين ليلة رأس السنة وتلك فى حد ذاتها تمثل غيبوبة فكرية ودينية لا تليق لأنه لا يعلم الغيب إلا الله « وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو» الأنعام:59.. وقوله تعالى «قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون» النمل: 65.. وقوله عز وجل:» فقل إنما الغيب لله فانتظروا إنى معكم من المنتظرون» يونس: 20 . خير الكلام: ألا كل شيء ماخلا الله باطل.. وكل نعيم لا محالة زائل !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله