نجحت فرق الموسيقى البديلة أو ما تعرف ب"الأندر جراوند"-بالرغم من الصعوبات التى تواجهها- فى أن تصبح صوتا للشباب و مرآة لواقعهم بكل ما فيه من صخب و أمل و ألم...و إن كانت تلك الفرق تجتمع على كسر قيود التقليدية و الخروج عن دوائر السوق التجارية ، إلا أنها تختلف فيما بينها من حيث الأسلوب و النهج. و اليوم نحاول ان نلقى الضوء على أهم ما حققته تلك الفرق فى عام 2014 و ما تتوق إليه فى 2015 لعل أكثر تلك الفرق تواجدا على الساحة هى فرقة" وسط البلد"، و هى أقدمها، حيث نشأت فى 1999 لتقدم نوعا جديدا من الغناء يجمع ما بين الموسيقى الشرقية و ال soft rock وبالرغم من أن نصيب هذه الفرقة فى السوق لا يتخطى الألبومين فى 2007 و 2011 إلا انه قد بزغ نجمها و بشدة من خلال حفلات ساقية الصاوى و أيضا من خلال ظهورهم فى العديد من الافلام. ولكن انحسر تواجد " وسط البلد" فى 2014 على الظهور فى بعض البرامج. بلاك تيما نجحت فى أن تفرض و جودها و بقوة على الساحة منذ بدايتها فى 2004 . فتلك الفرقة و التى يشير إسمها إلى نوعية الموسيقى التى تحرص على تقديمها- و هى موسيقى السود بما فيها الموسيقى النوبية- رفضت أن تكون أغنياتها نسخة مكررة من أغانى محمد منير مثل كثير من الفرق التى ظنت فى ذلك طريقا أكيدا للنجاح فكتبت نهايتها بأيديها.و تستعد الفرقة لإصدار ألبومها الثانى فى 2015من انتاجها تجمع فيه عددا من الموزعين الذين تتعامل معهم لأول مرة مثل عمرو إسماعيل و فادى بدر، مع الإستمرار فى إقامة الحفلات. مسار إجبارى معناها بمثابة صرخة فى وجه القوالب الجاهزة التى يفرضها مجتمعنا على الشباب من حيث أسلوب التفكير و الحياة.. فهى أكثر الفرق نشاطا من حيث الحفلات. ففى 2014 قدمت عشرات الحفلات ما بين ساقية الصاوى و مكتبة الاسكندرية، بالإضافة إلى إعداد ألبوم جديد سيتم طرحة فى يناير 2015.و لا تتوقف طموحات و مشاريع هذه الفرقة عند هذا الحد بل تسعى أيضا إلى الحفاظ على اهم ما يميزها و هو الإشتراك فى مهرجانات و ورش عمل عالمية مما يتيح لها الإنفتاح على الآخر و تقديم موسيقى أكثر ثراء و تميزا. وكذلك فرقة "سلالم" و التى من الصعب تصنيف نوع الموسيقى التى تقدمه حيث أنها تدمج تأثيرات مختلفة من راب و هيب هوب و موسيقى شرقية...لكن تجتمع هذه التأثيرات تحت مظلة واحدة و هى نقد الواقع المصرى بأسلوب ساخرمن خلال الحفلات التى تقوم بها فى ساقية الصاوي.و سيشهد2015 نشاطا قويا للفرقة و ستظهر بشكل جديد و مختلف من حيث الشكل و الموسيقى بمناسبة مرور عشر سنوات على تكوينها. فستصدر مع بداية العام فيديو كليب لأغنية" إوعى تتضايق نفسك" وسيتم إعادة توزيع بعض أغانى ثلاثى أضواء المسرح، ذلك بالإضافة إلى العمل على الألبوم الجديد و المتوقع خروجه للنور فى نهاية العام. و فى العام نفسه تأسست فرقة تحمل إسما صادما بالنسبة لفرقة موسيقية إلا أن ال"أسفلت" هو رمز لمعاناة الطبقات الكادحة التى تعبر عنها تللك الفرقة فى إطار موسيقى الهيب هوب والراب. و تعتمد هذه الفرقة للتواصل مع الجمهور على حفلات ساقية الصاوى أو على الحفلات التى تقيمها الجامعات الخاصة. ففى 2014 نجحت الفرقة فى إقامة أكثر من 50 حفلة فى أغلب محافظات مصرمثل الأسكندرية و بورسعيد و الإسماعيلية و بنى سويف و دمياط... و يشير نور مدير أعمال الفرقة إلى الخطوة الجديدة التى ستخطوها الفرقة فى .2015" ستقوم الفرقة بإصدار سينجل جديد على النت و فيديو كليب بالإضافة لإقامة أول حفل يحمل إسمها وحدها فى ساقية الصاوى حيث كانت الفرقة تحل ضيفة على فرق أخرى فى السنوات السابقة". ستورم باند" تقوم على إعادة صياغة للأغانى القديمة بالإضافة إلى تقديم أغان شرقية معاصرة تعبر عن أزمات الجيل الحالى من الشباب. و شهدت هذه الفرقة نشاطا ملحوظا فى 2014 من حيث عدد الحفلات التى قامت بها ما بين القاهرة و الأسكندرية و إصدار بعض الأغانى السينجل على الإنترنت.و لكن قد يشهد 2015 تغييرا فى مسارها حيث تستعد لإصدار أول ألبوم لها و تسعى للإشتراك فى بعض المهرجانات الدولية. ويقول محمد يسرى عازف العود و المغنى بالفرقة "مازال الإنتاج مشكلة كبيرة تواجه الكثير من فرق الاندر جراوند فى مصر بالإضافة إلى عدم توافر أماكن لعمل البروفات و لا أماكن متنوعة تتيح إقامة الحفلات بشكل دوري، ذلك بالإضافة إلى عدم توفير المناخ اللازم للتفاعل مع فرق عالمية"و يتفق مع هذا الرأى عمرو الحسينى أحد أعضاء و مؤسسى فرقة "تعليم مجانى " و التى تعد من أحدث الفرق على الساحة التى قدمت أولى حفلاتها فى كلية التربية الموسيقية فى يناير 2014 و وحققت نجاحا متميزا فى حفل بساقية الصاوي. و يؤكد عمرو الحسينى أن المشكلة الكبرى تظل مرتبطة بالأفكار المسبقة الخاصة بالموسيقى الميتال التى نقدمها، حتى و إن كنا نقدم مزيجا ما بين الموسيقى الشرقية الأصيلة و الميتال، مما يجعل فرص وصولنا أصعب." و يظل السؤال قائما حتى تجيب عليه السنوات القادمة : هل سيكون ذلك الزخم الذى تشهده الساحة من قبل الفرق المستقلة كفيلا بلفت إنتباه القائمين على سوق الموسيقى فى مصر لهاوعلى ازدياد شعبيتها على مستوى مصر باكملها؟