ما العلاقة بين الديمقراطية وحرية الإعلام؟ وهل يصلح الحديث عن ديمقراطية حقيقية بدون إعلام حر؟.. وما هي القيم والمعايير التي لابد أن يراعيها الاعلام الحر في تناوله للأخبار؟.. طبعا الدقة والمصداقية والحيادية هي اساس الاجابة عن السؤال الاخير, كما اوضحتها د. شيري ريكياردي المحاضرة في كلية الصحافة بجامعة انديانا الامريكية. وكان مناسبة طرح تلك التساؤلات هي استضافة المركز الدولي للتدريب بواشنطن لمجموعة من الصحفيين المصريين في ورشة عمل, حاضرت فيها ريكياردي الحاصلة علي جائزة كبير محرري السياسة الخارجية بالصحافة الأمريكية. المسألة بالنسبة لريكياردي تعدت المفاهيم النظرية للصحافة الحرة الي دورها الأكبر في تفجير الثورات العربية, وما يتبعها من مواكبة عمليات التحول الديمقراطي في دول الربيع العربي لاسيما مصر لتأثيرها القوي علي الشرق الأوسط وقالت انتم الصحفيون قلب التغيير في مصر والعالم.. فإحرصوا أن تكونوا القوة الكاشفة للحقيقة والمعبرة عن نبض الشعب ولكم الحق في الحصول علي المعلومة. وأوضحت ريكياردي في خلال ورشة العمل, ان التفاوض يأتي أولا من أجل الحصول علي المعلومة واذا فشل التفاوض فلا سبيل أمامكم سوي الضغط من أجل الوصول الي المعلومة, التي هي أصلا من حق القارئ. ونوهت أيضا لضرورة صياغة قانون في دستور مصر الجديد يخول للصحفيين الحق في الحصول علي المعلومة لتوصيلها الي الشعب وهو نفس القانون الذي يعطي الحماية الكاملة للصحفي ويعفيه من المساءلة القانونية في بحثه عن الحقيقة. كما ركزت الصحفية الامريكية خلال اللقاء علي القيم والمعايير الدولية التي لابد أن يراعيها الإعلام الحر في تناوله للأخبار من دقة ومصداقية وحيادية, وأن يطبق ثقافة الاعتذار في حالة الخطأ, منوهة أيضا لأهمية وسائل التكنولوجيا الحديثة في التغطيات الصحفية في المواكبة السريعة لعملية التحول الديمقراطي التي تمر بها مصر. وتساءلت عن تعريف الاعلام والصحافة لحقبة ما بعد مبارك التي وصفها احد الصحفيين المصريين بمثابة الهواء النقي الذي نتنفسه الآن وهو ما فتح أمامها المجال لكثير من التساؤلات حول الممارسات الصحفية ابان العهد الماضي وتأثير ذلك علي الثورة المصرية. ولفتت الي المسئولية المناطة بكل من له حق التصويت, باعتبارها أهم خطوة علي مسار التحول الديمقراطي في مصر, ووصفت الناخبين بأنهم حلقة الوصل الأولي في قوة الشعوب الضاغطة من أجل مصلحة الوطن. وانتقلت ريكياردي خلال التدريبات العملية بالورشة الي مسألة تغطية وسائل الصحافة والاعلام للانتخابات التشريعية لمجلسي الشعب والشوري, وخرجت شيري بنتيجة مهمة للغاية وهي أن القيم الديمقراطية التي أرساها المواطن المصري بمشاركته الفعلية في الانتخابات البرلمانية لأول مرة منذ عقود طويلة, لابد ان يواكبها اعلام حر: اذا لم ينعم الاعلام بالحرية فلا وجود حقيقيا للديمقراطية. وكانت شيري ريكياردي قد دربت مجموعات صحفية كثيرة في الولاياتالمتحدة ومصر, التي تعرفها عن قرب, ويحمل جدولها في الفترة القادمة مزيدا من الدورات التدريبية للصحفيين المصريين وغيرهم حول تأثير الاعلام الحر علي المجتمعات الديمقراطية. وقد قدمت للصحفيين هدية ذات مغزي خلال الورشة عبارة ميداليات تذكارية.