يواصل تنظيم "داعش" محاولاته السيطرة على مدينة عين العرب أو "كوبانى" باللغة الكردية ، ولكنه يواجه بمقاومة شرسة من الأكراد سكان هذه المدينة السورية منذ بضعة أشهر. ورغم أن حملة داعش هذه ليست الأولى ، ولن تكون الأخيرة، إلا أنها الأخطر والأعنف حتى الآن، من قبل التنظيم الإرهابى الذى تمدد فى العمق العراقى، واستولى على أسلحة ثقيلة، تابعة للجيش العراقى، عند فرار أفراده وتقهقر مجموعات مسلحة أخرى أمام التنظيم، الذى تقدم فى اتجاه المدن السورية . ووفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان المعارض فإن تنظيم "داعش" أرسل مقاتلين من الرقة وحلب معقلى التنظيم الرئيسيين فى شمال سوريا إلى مدينة عين العرب، ووضع كل ثقله فى المعركة لأنها معركة حاسمة بالنسبة للتنظيم . ويرجع ذلك إلى أنه فى حال عدم استيلائه على عين العرب، فإن المواجهة ضده ستدوم طويلا فى سوريا، على خلاف الوضع فى حال عدم نجاحه ، حيث سيشكل ذلك ضربة قاصمة لصورته أمام المتطرفين . ويسيطر التنظيم وفقا للتقديرات على حوالى 40% من بلدة عين العرب "كوبانى" ، وبخاصة المناطق الواقعة شرقها، بالإضافة إلى أحياء فى جنوب وغرب البلدة ، كما سيطر على مقر القوات الكردية فى شمال البلدة، والذى يبعد نحو كيلومتر واحد عن الحدود التركية. وتشهد البلدة السورية الحدودية ،التى انقلب حالها، معارك كر وفر بين الطرفين، الأكراد السوريين من جهة ومقاتلى "داعش" من جهة أخرى. ويهدف تنظيم داعش إلى التوسع الجغرافى فى أكثر من اتجاه، لإكمال دولة الخلافة التى يطمح إليها على مايبدو ، إلا أن الصمود والمقاومة العنيفة التى يبديها الأكراد السوريون ، تشكل حاجزا وسدا منيعا فى وجه تمدد التنظيم وأحلامه بضم المناطق الكردية إلى دولة خلافته المنشودة. وقد ارتكب التنظيم الإرهابى فظائع بحق المدنيين الأكراد، شملت تهجير أعداد كبيرة منهم ، ونهب أملاكهم وأموالهم ، وتوطين بعض أفراد العشائر الموالية له فيها.وقد حاول أفراد التنظيم أكثر من مرة الوصول إلى الحدود التركية فى شمال البلدة ، قبل أن يتمكن الأكراد من دحرهم . ويرى مراقبون أن الأكراد يصعدون من مقاومتهم فى عين العرب ، ويصنعون هالة حولها ، لإبراز وتثبيت حقوقهم فى المنطقة السورية ، التى يعتبرونها كردستان الشرقية . وكانت تركيا قد سمحت بعبور مقاتلى قوات البشمركة العراقية لدعم نحو عين العرب للمشاركة فى الدفاع عنها ، إلا أن ذلك إضافة إلى المساعدات العسكرية التى ألقتها طائرات التحالف الدولى والغارات التى تشنها على نقاط تمركز تنظيم "داعش" فى عين العرب ومحيطها ، غير كافية لتغيير موازين القوى فى المدينة التى مازالت تتصدى ببسالة منقطعة النظير للإرهابيين .