أمين الرافعى مات امين الرافعى والموت تكلفة الحياة وروع زملاؤه الكتاب والصحفيين وروع كل مصرى فلم تبكه اسرة ثكلت فحسب ولم يبكه اطفال يتموا فقط بل يبكه كل عين مصرية والامة المصرية كلها اسرته والناشئة المصرية وحملة الاقلام اخوته واشقاؤه وكل انسان فى هذا البلد يعرف لأمين فضلة وفضائله. حياة الفقيد وجهاده الوطنى ان المرحوم الشيخ عبد اللطيف الرافعى المفتى الشرعى ولد فى مدينة الزقازيق فى شهر ديسمبر 1886 واتم دراسته بمدرسة رأس التين الثانوية فى عام 1905 واتم دراسة الحقوق فى مدرسة الحقوق الخديوية سنة 1909 ولبى دعوة رسول الوطنية المغفور له مصطفى باشا كامل ورأس لجنة الطلبة العليا الذين قرروا الاضراب عن الدروس لان المستر ارشيبلد مديرها بالنيابة اراد صرف الطلبة عن دعوة مصطفى كامل فقرر عقاب من يتخلف عن المدرسة وحرمانه من الامتحان والوظائف المدرسة– ثم تولى الكتابة بجريدة اللواء عن اعاظم الرجال الذين انقذوا اواطانهم واعادوا اليها الاستقلال و الحرية وكان من اكبر الدعاة لاستعادة الدستور الذى عطله الانكليرى سنة 1882 وكان فى مقدمة الدعاة الى انشاء نادى المدارس العليا سنة 1906 واقفلته السلطة العسكرية ابان الحرب وله رأس مال لا يزال موجودا وتولى سكرتاريه ذلك النادى . اشترك الاستاذ عبد الرحمن فى تحرير اللواء الى ان انفرد بذلك وحده وانصرف شقيقه الى المحاماة واشترك مع بعض اعضاء الحزب الوطنى فى عقد مؤتمرهم فى بلجيكا بعد ان منعت فرنسا عقده فى باريس سنة 1910 وبعد تعطيل اللواء تولى رياسة تحرير الشعب فاقفلته الحكومة مرتين فاصدر مع اصحابه جريدة العلم فعطلت فاصدره العدل والاعتدال ولكن الحكومة ظلت تطارد هؤلاء الدعاة فاعادوا جريدة الشعب التى عطلت سنة 1914 وقد زار الفقيد الاستانة سنة 1913 فعرفت له حكومة السلطان جهاده فى سبيل تركيا فى حروب البلقان وحروب طرابلس الغرب ولما نشبت الحروب الاوروبية كان مصطافا فى سويسرا فاسرع بالعودة الى مصر واخذ ينتقد خطط الحلفاء وفى 18 اغسطس سنة 1915 اعتقلته السلطة العسكرية مع من اعتقلت من اخوانة اعضاء الحزب الوطنى وهم 65 شخصا فظل فى الاعتقال 11 شهرا ولما عقدت الهدنة وتألف الوفد سنة 1918 تولى امين بك سكرتاريه الوفد بعد سعيه الحميد للتوفيق بين الحزب الوطنى والوفد لتكون للامة هيئة واحدة تمثلها واصدر جريدة الاخبارفكانت حينها لسان حال الوفد الى ان اختلف رأيه عن رأى الوفد فأستقل برايه وانتقد بعد ذلك تصريح 28 فبراير ولجنة الدستورمطالبا بعقد الجمعية الوطنية وهكذا ظل امين معارضا لجميع الوازارات التى تالفت لانه لم يكن يرى الهوادة واللين والمساومة فى القضية الوطنية ولكن الجميع كانوا يحترمونة لنزاهته وفضلة وصدق وطنيته ولما عطلت الاخيار لقلة المال عرضت عليه بعض المناصب العليا فاباها الى ان استعاد جريدته واشتغل بعمله واخذ بنشر دعايتة وكان اكبر اثاره الاخيرة فى هذه الدعاية حمل النواب على عقد مجلسهم المعطل فى موعده الوارد فى الدستور فى 1925اضطرت الحكومة الى الخضوع لارادة الامة ولكن صحته اعتلت وزاد اعتلالها بكثرة اشغاله وانهماكه فذهب الى ربه بجبهة ناضرة وعين ناظرة رحمه الله وعزى آله .