الخديو عباس حلمى يفتتح الجامعة المصرية: فى تمام العاشرة صباحا وتحت رعاية الحضرة الفخيمة الخديوية ورئاسة الشرف السمو الامير عبدالمنعم تفضل جناب الخديو المعظم عباس حلمى بالافتتاح الرسمى للجامعة المصرية وتلاوة نطقه كريم بها. وقد حضر الحفل لفيف كبير من الامراء والوجهاء والمهتمين , وقد القى كل من دولة البرنس الرئيس احمد فؤاد باشا وسعادة عبد الخالق ثروت باشا وحضرة احمد زكى بك خطبا بهذه المناسبة. خطبة البرنس احمد فواد باشا مولاى اتقدم اليك بلسان الجامعة رافعا لاعتابك آيات الشكران لانك مصدر حياتها ووجودها ونحن لا نجهل أن هذا العمل الكبير ستطرأ عليه تغيرات كثيرة قبل أن يأخذ شكله النهائى ولكننا لم ندخر وسعا فى تثبيت قواعده ليكون البناء الآتى قائما على أساس مكين وافيا بما تدعو إليه الحاجة فى مستقبل الأيام . ولقد جاء اليوم الذى تقضى فيه الضرورة على الشبيبة المصرية بورود مناهل التربية العلمية المحضة فى نفس القاهرة دون أن تتغرب فى ربوع العلم التى نالت بفضله مكانة عالية فى العمران. الهبة الكبرى ساعة الإحتفال فى أثناء الاحتفال الرسمى بإفتتاح الجامعة ورد على دولة البرنس التلغرافات الآتى بيانهما دولتا أفندم رئيس الجامعة المصرية بمصر لمناسبة الاحتفال الجامعة المصرية اليوم التى تؤمل منها الخير العمومى وإظهارا لسرورنا المشروع الجلل نتشرف بأن نرسل لدولتكم بالبوسطة تحويلا على البنك المصرى بمصر مبلغ ألف وخمسمائة جنية تبرعا من عائلة إخوان ويصا بأسيوط أتشرف بتقديم مبلغ خمسة وعشرين جنيها مصريا حوالة تلغرافية لمساعدة الجامعة وأهنيكم وأدعو لسمو أميرنا المحبوب محمد ايوب بالإسكندرية. فالجامعة لا تجد عبارة الشكر سوى عرض هذه الاريحية على الأمة سكرتير الجامعة أحمد زكى ونحن نرسل إلى إخوان ويصا هذه الهبة شكر الأمة وثناءها. لم يتوان المصريون إذا نا داهم الوطن حتى يلبوا النداء عندما نادى الوطنيون من أبناء مصر لبناء جامعة مصرية تكالب وجهاء هذا العصر ليجد كل منهم وطأة قدم يبنى مكانها صرحا تعليميا و فكريا لتستنير به عقول أبنائها من أجل حضارة و نهضة هذا الوطن وساهموا بأموالهم وعلى رأسهم الأميرة فاطمة حيث كانت الاكثر وطنية من بنات الخديوى اسماعيل التى تزوجت من الامير طوسون ابن محمد سعيد باشا والى مصر عام 1871 وانفردت بين اخواتها بحبها للعمل العام وحرصها على المساهمة فى اعمال الخير وعندما عرفت الاميرة فاطمة عن الصعوبات التى تعوق الجامعة المصرية اوقفت مساحة من اراضيها الزراعية على الجامعة حتى تجرى ريعها على الجامعة فتضمن لذلك مصدر للتمويل كما تبرعت بمجوهراتها الثمينة لتوفر للجامعة سيولة مالية عاجلة وامتد كرمها الى منح الجامعة مساحة من الارض ليقام عليها الحرم الجامعى وشاركت فى وضع حجر الاساس للجامعة وانتقلت الى رحمه الله قبل ان ترى هذا الصرح العظيم. هل من متبرع لعمل قومى من وجهاء 2014 لتأسيس صرحا جديدا تفتخر به الأجيال القديمة والتنحى قليلا عن بناء موضة الكومباوند.