يرى المراقب الإعلامى لأوساط منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك التى تتخذ من فيينا مقرا لها إن أكبر صدمة عانى منها الاقتصاد العالمى عام 2014 تتمثل فى أزمة انخفاض الأسعار. وأنه رغم مواجهة العالم لأحداث مشابهة من قبل إلا أن هذه الصدمة سيكون لها عواقب وخيمة وطويلة الأمد سيعانى منها العالم أجمع. ففى وقت متأخر من شهر أكتوبر الماضى كان مصدر القلق لصندوق النقد الدولى هو أزمة أسعار النفط، حيث أن ارتفاع الإنتاج وإصرار أعضاء منظمة أوبك على تثبيت سقف الإنتاج ب 30 مليون برميل يوميا وانخفاض الطلب أدى إلى تنافس الموردين على العملاء راغبى شراء النفط ، وبالنسبة لمصدرى النفط فإن الوضع مظلم للغاية، مثل دول الخليج ، ومن المكسيك حتى فنزويلا والدول التى تقع بينهما، هذه هى أهم الدول الخاسرة والرابحة من انخفاض أسعار النفط العالمي.ولا يخفى على المراقب الإعلامى أن انخفاض أسعار الوقود بالإضافة إلى أزمة أوكرانيا تسببت فى قصف الاقتصاد الروسي، حيث أن الغاز والوقود يمثلان نحو 75 %من صادرات روسيا وأكثر من نصف عائدات الميزانية. ومع عدم وجود توقعات بعودة أسعار النفط إلى الارتفاع فى المستقبل القريب، هناك ضغط أكبر يهدد الاتفاقية النووية الإيرانية قبل موعدها النهائى فى نهاية شهر يونيو المقبل ، حيث أن عقوبات بنوك الولاياتالمتحدة قد كلفت ايران حوالى نصف عائداتها ،ولا يمكن تجاهل السعودية التى تُمثل أكبر دول العالم تصديرا للنفط فهى من أكثر دول الخليج تأثرًا بانخفاض أسعار الوقود وطبقًا لوكالة موديز للتصنيف الائتماني، أنه نتيجة لوصول سعر البرميل ل 60 دولارا فإن السعودية تواجه خطر عجز مالى يصل إلى 14 %من الناتج المحلى الإجمالى فى عام 2015، و يُعد انخفاض أسعار النفط فى نيجيريا كعاصفة شديدة تضرب نيجيريا المهددة بالإفلاس فى حالة استمرار الوضع كما هو عليه.