تلتقط الصور لتخليد اللحظة واصطياد ما ينبض بالحياة، والصورة تسعى لتثبيت ما يختفى، وعصرها هو عهد نفاذ الصبر، رولان بارت يعتبرها لغزا جنائزيا مدهشا، يراها البعض نوعا من التحنيط، شريف سنبل هنا سرق بروحه الطيبة مشهد صياد يجاهد بقاربه، لكى يفلت من العوز، الأبراج الشامخة على النيل تجثو على صفحة الماء وتترك له ممرا لكى ينجو من وطأة البذخ، تشعر أنه (وهو فى نيل رملة بولاق) محاصر «هو وطفله» برمال القهر، هذه اللقطة تؤكد أن الصورة ضحية قوتها .. هى شهادة على زمن تنتج فيه الفوتوغرافيا الحزن، وهى تحاول تخليد الفرح.