بعد أن تزايدت شكوى المواطنين من تلوث الشوارع بالقمامة وروث الحيوانات، أصدر محافظ القاهرة الدكتور جلال سعيد القرار رقم (9537)، الذى تضمن تسليم دواب الجر المصادرة من «حمير وبغال أوخيل» - التى يخالف أصحابها القواعد العامة المعمول بها للحفاظ على البيئة والصحة والنظافة والمظهر العام الحضارى للعاصمة - إلى حديقة الحيوان بمعرفة مديرية الطب البيطرى للتصرف فيها. وتتمثل تلك المخالفات فى روث الحمير، وتصرف أصحابها غير المسئول بإلقاء مخلفات المبانى أو القمامة فى الشوارع أو تعطيل المرور.وتضمنت المادة الرابعة من القرار أن تتولى الأحياء بالتنسيق مع إدارات الرصد البيئى وهيئة النظافة والمرور والجهات ذات الصلة، كل فى نطاق تخصصه، لإعمال أثر ما تضمنته المادتان الأولى والثانية من القرار السابق.ويُُعد هذا القرار إحياء لقرار سابق صدر منذ عام 1973، كان يمنع سير عربات الكارو بالقاهرة حتى منتصف الليل. وفى عام 1987 صدر قرار آخر بحظر تسييرها بالشوارع حفاظا على المظهر الجمالى والحضارى للعاصمة، إلا أنه بعد عشرة أعوام فقط تم إحياء القرار الخاص بمصادرة عربات الكارو مرة أخرى فى حالة ضبطها تسير بشوارع وسط القاهرة أو الأحياء الرئيسية.أما فى عام 1999 فقد حاولت وزارة البيئة عمل إحلال للسيارات الصغيرة محل عربات الكارو، فوضعت خطة، تم من خلالها تسليم السيارات الجديدة لبائعى الخضار والفاكهة وجامعى القمامة، وقد نجحوا فى تطوير أنفسهم فى إطار منظومة متكاملة تشمل جمع ونقل القمامة. وبقى أصحاب المهنة المتوارثة الذين يطلق عليهم «العربجية» أصحاب العربات الكارو الذين طالهم القرار الأخير؛ لعدم التزامهم بالقواعد المعمول بها فى العاصمة.والمشكلة فى إحياء هذا القرار هو ما تردد عن أن الإدارة المركزية لحدائق الحيوان تقوم بذبح ما يسلم لها من مديريات الطب البيطرى مخالفة بذلك للمادة 35 من الدستور المصري، الذى يؤكد أن الملكية الخاصة مصونة، وأن حق الإرث مكفول، وأنه لا يجوز فرض الحراسة عليها إلا فى الأحوال المبينة فى القانون، وبحكم قضائي، وألا تُنزع الملكية إلا للمنفعة العامة، مقابل تعويض عادل يدفع مقدمًا وفقا للقانون.هذا الأمر أدى إلى إثارة حفيظة نشطاء حقوق الحيوان وحماية الحياة البرية والبيئة، بل ودفعهم لتحريك دعاوى قضائية ضد قرار المحافظ.دينا ذو الفقار - الناشطة فى مجال حقوق الحيوان والحفاظ على البيئة والحياة البرية - قالت: لا أحد ينكر أهمية المظهر الحضارى والجمالى للعاصمة، لكن فى الوقت نفسه لا يوجد أى قانون يبيح للدولة مصادرة حيوان مملوك لشخص، وتقديمه طعاما مجانيا لأسود حديقة الحيوان! وتشير إلى تقرير رسمى أصدرته الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، أوضح أن إجمالى أعداد الحمير التى تم ذبحها لتقديمها كغذاء للأسود والنمور والضباع فى حديقة حيوان الجيزة، خلال عام 2012، بلغ ألفا و664 حماراً، بالإضافة إلى 46 ألفاً و800 كيلو جرام من اللحوم البلدية. وتشدد على أن ما يحدث مخالف للدستور والقانون، إذ تُسلم «دابة الجر» -على خلاف أنواعها - فى حالة المصادرة إلى حديقة الحيوان بمعرفة الطب البيطرى للتصرف فيها، أما عربات الكارو فيتم تسليمها إلى مالكها نظير غرامة 5 آلاف جنيه. وهذا مادفع النشطاء لتحريك دعاوى قضائية لوقف القرار فورا، وفق قولها..