دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى المصريين إلى التوحد والاصطفاف لمواجهة التحديات، ومحو آثار 30 عاما من الخراب الذى شهدته البلاد. وقال فى لقاء مع الصحفيين والإعلاميين المصريين المشاركين فى تغطية زيارته إلى بكين إن حجم التحديات كبير فى الداخل والخارج، مشددا على أن المخططات الدولية التى تستهدف تدمير مصر لم تنته وتتغير وفقا للمعطيات على الأرض. وأضاف أن الجهاز الإدارى للدولة يحتاج إلى منظومة وآليات جديدة لإصلاحه، وإلى تكلفة مالية أيضا وفترة تصل إلى 10 سنوات، مؤكدا أن الجهاز الإدارى جزء من مؤسسات الدولة ويجب الحفاظ عليه، ونعمل على الحد من آثاره السلبية على المجتمع لحين إصلاحه. وأوضح السيسي، أن رؤيته للواقع لم تتغير منذ عام 2011، وأن حجم المشاركة المجتمعية يجب أن يكون أكبر فى التعامل مع التحديات ككتلة مصرية واحدة. وقال الرئيس إنه جاد فى حل أزمة الكهرباء الصيف المقبل، ولكن ذلك يحتاج إلى تكلفة تصل لنحو 40 مليار جنيه كمرحلة أولي. وحول قرار قطر غلق قناة الجزيرة مباشر مصر، أكد السيسى أن مصر تنتظر مزيدا من الخطوات من جانب قطر لإثبات حسن النيات وجديتها نحو الاصطفاف العربي، مشيرا إلى أن استقباله المبعوث القطرى مجرد نقطة انطلاق، لكن الطريق لايزال طويلا أمام قطر. وحذر الرئيس من خطورة الوضع فى ليبيا، مشيرا إلى وجود معاقل لتدريب تكفيريين فى جنوب ليبيا. وفى سؤال ل«الأهرام» عن القضية السورية، قال السيسى إن هذه القضية معقدة وتتعامل معها أطراف دولية وإقليمية ليس لديها قناعة بأن القضية جاهزة للحل، معربا عن ثقته فى أن مصر تحظى بثقة جميع الأطراف السورية وأنها مؤهلة للتعامل مع جميع قضايا المنطقة. وفى ختام يوم طويل حافل باللقاءات والمحادثات، وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الصينى شى جين بينج أمس، بيانا مشتركا بشأن إقامة علاقة مشاركة استراتيجية شاملة، إيذانا ببدء حقبة جديدة من العلاقات المتميزة التى لا يتمتع بها سوى عدد قليل من الدول الصديقة للصين مثل البرازيل وروسيا وباكستان وكندا. ووجه السيسى الدعوة إلى الرئيس الصينى لزيارة مصر، مشيرا إلى أهمية اتفاقية المشاركة فى تنمية وتطوير العلاقات بين البلدين. من جانبه، أكد الرئيس الصينى استعداد بلاده التام لتطوير العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، والتعاون لدعم التنمية فى مصر. وشهد الرئيسان توقيع 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم فى مجالات التعاون الاقتصادي، وتكنولوجيا الفضاء والطاقة الجديدة والمتجددة والصناعة. كان الرئيس السيسى قد التقى نحو 40 شخصية من رؤساء الجامعات والمراكز البحثية الصينية صباح أمس، ودعا إلى زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب المصريين الدارسين بالجامعات والدراسات العليا فى الصين، خاصة فى العلوم التطبيقية بما يتناسب مع حجم العلاقات بين البلدين. وأكد حرص الحكومة المصرية على الاستفادة من التجربة الصينية فى التعليم الفني، الذى يمثل إحدى الإشكاليات التى تواجه مصر من أجل التقدم. من جانبه، قال الدكتور تشيو شى ليو رئيس جامعة بكين للغات والثقافة نيابة عن رؤساء الجامعات الصينية إن هذا اللقاء يعكس اهتمام مصر بالتعليم، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء معهد صينى مصرى بجامعة بكين تبدأ الدراسة به عام 2016. كما التقى الرئيس السيسى عددا من رؤساء كبرى الشركات الصينية ومجلس الأعمال المصرى الصيني، حيث استعرض خريطة طريق الإصلاحات الاقتصادية التى تتبناها مصر. وقال إن المصريين حريصون على تنمية بلدهم وتحقيق معدل للتنمية يصل إلى 7% بحلول عام 2020، مؤكدا أننا سنحاول الوصول إلى هذا المعدل قبل ذلك التاريخ. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس دعا الجانب الصينى إلى المشاركة بفاعلية فى المؤتمر الاقتصادى الذى يعقد خلال مارس المقبل.