أكد المرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية التونسية، محمد المنصف المرزوقى، أنه لن يطعن فى نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التى تم إعلان نتائجها أمس الأول لدى القضاء، مشيرا إلى أنه قرر عرض الخروقات العديدة، التى أثارت غضب المواطنين على الرأى العام وعلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وبرر المرزوقى قراره، فى كلمة وجهها إلى الشعب التونسى عبر التليفزيون، بأن هاجسه الرئيسى هو الإسراع بتشكيل حكومة لحل المشكلات المتراكمة، مشددا على أن الاستقرار لا يكون إلا بتهدئة الخواطر وتوجه بنداء لجميع التونسيين، خاصة فى جنوب البلاد، دعاهم فيه إلى القبول باللعبة الديمقراطية وبما يفرزه الصندوق، وعدم إفساد هذه التجربة بأى نوع من أنواع العنف أو برفض نتائج الصندوق.
وأكد المرزوقى ضرورة إعلاء مصلحة البلاد، التى قال إنها تقتضى أكثر من أى وقت مضى الحفاظ على الوحدة الوطنية والترفع عن كل خطاب من شأنه أن يحقر أو أن يهمش أى جهة من جهات البلاد ..وأعلن المرزوقى "الخاسر" أنه سيتوجه إلى الشعب التونسى خلال ساعات بخطاب سيحدد فيه موقفه بكل دقة من كل القضايا السياسية فى البلاد. ومن جانبه، دعا الرئيس التونسى المنتخب الباجى قائد السبسى مختلف أبناء الجنوب للابتعاد عن الانفعالات والتطلع إلى المستقبل، معتبرًا أن الأحداث التى شهدها لا موجب لها، وربما تحركها أياد خبيثة، وقال السبسى، كلنا أبناء تونس، معبرًا عن الأسف لما وقع من أحداث إثر إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وذكر بالنداء الذى كان توجه به منافسه محمد المنصف المرزوقى للكف عن الشغب، وجدد تأكيد أنه سيكون رئيسًا لكل التونسيات والتونسيين، متوجها بالشكر إلى المرزوقى الذى هنأه بنتيجة الانتخابات، مشيرًا فى هذا الصدد إلى حاجة تونس قيادة وشعبا إلى نضالات المرزوقى وتضحياته فى المستقبل، وأكد السبسى أن إعلان انتخابه أول رئيس للجمهورية الثانية يضع على عاتقه أمانة كبرى وعبئا ثقيلا، ودعا السبسى منافسه فى الانتخابات المنصف المرزوقى إلى المشاركة فى مواصلة بناء الدولة. وقال إنه لن يواصل مهامه رئيسا لحركة نداء تونس، مؤكدا إن صفحة الماضى طويت إلى الأبد. وفى الوقت نفسه، توالت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة بتجربة الانتخابات التونسية، ففى الجزائر، أعربت الخارجية عن ارتياحها لحسن سير الدور الثانى من الانتخابات الرئاسية التونسية، الذى تم فى ظروف سادها الهدوء والتنظيم المحكم وميزتها الشفافية والحرية، وقالت الخارجية الجزائرية فى بيان إن الانتخابات الرئاسية فى تونس تشكل تكريسا للخيارات الموفقة للشعب التونسى الشقيق وقياداته وحكومته وجميع الفاعلين السياسيين، معتبرة أن تحقيق هذا المكسب لم يكن ليتأتى لولا إرادة الشعب التونسى الواعية. وحكومته. وفى باريس، وجه الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند التهنئة للباجى قائد السبسى، وذكر بيان للرئاسة الفرنسية الإليزيه، أن أولاند أشاد بالعزيمة والشعور بالمسئولية وبروح التوافق . وفى أنقرة، أعربت وزارة الخارجية التركية عن ترحيبها بإجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية بشكل متوافق مع المعايير الديمقراطية.. وفى الوقت نفسه، قال السفير الأمريكى لدى تونس جاكوب والس إن بلاده ستواصل العمل لدعم تونس ومساعدتها على مواجهة التحديات المقبلة.