بورسعيد هي حائط الصد المنيع الذي تحطمت علي أيدي أبنائه مؤامرة العدوان الثلاثي في1956 وهي الأنشودة الوطنية التي تغني بها الشعب المصري, باعتبارها مقبرة الغزاة. هذه هي صورة المدينة الباسلة في كتاب التاريخ ووجدان المصريين. ولذلك فإنني أثمن كل المبادرات التي انطلقت لتربئة المواطن البورسعيدي العادي من المسئولية عن الدم الطاهر الذي أريق علي مدرجات استاد النادي المصري ببورسعيد, ومن ذنب ازهاق الأرواح البريئة من جماهير الأهلي, كما أشاركهم جميعا الخوف والقلق من أن تعاني الأغلبية الطيبة من البورسعيدين, جراء تلك المذبحة البشعة التي نفذتها مجموعة متعصبة هيأت لهم بقية جماهير النادي المصري الغطاء باجتياح الملعب لكي يرتكبوا أفظع جريمة وحشية في تاريخ الرياضة. ولابد أن مواطني بورسعيد الشرفاء, قبل غيرهم, حريصون علي استجلاء الحقيقة والوصول إلي من حرضوا أو تواطأوا مع الجماهير المتعصبة علي ارتكاب هذه المذبحة, فضلا عن المجرمين الذين نفذوها بأياد شيطانية وقلوب لا تعرف الرحمة ولا بداخلها ذرة من الإيمان بالله. ولابد أيضا أن المنصفين من أهل بورسعيد يعلمون جيدا, أنه لا مفر من عقاب إداري رياضي رادع, يرقي لمستوي الحادث الجلل, يشمل بالضرورة النادي المضيف وجماهيره والاستاد الذي شهد المذبحة, استنادا لعقوبات صارمة عن إحداث شغب جماهيري, ربما كانت أقل بكثير من مذبحة بورسعيد في طبيعتها الإجرامية, حدثت في دول أخري, تم توقيعها علي الفريق المضيف وجماهيره وملعب المباراة من قبل الاتحادات الوطنية والقارية والفيفا. وأرجو ألا يخطئ أحد الحساب فيظن أن مرور الوقت سوف يطمس معالم الجريمة أو يهدئ من مطالب القصاص بنوعيه الجنائي والرياضي معا, كما أرجو ألا يجد النادي الأهلي مع أسر الضحايا أنفسهم مضطرين للجوء لجهات خارجية( الاتحاد الدولي والمحكمة الرياضية), لكي يحصل الأهلي علي حقه في انزال العقوبات الرياضية الرادعة, وتحصل أسر الشهداء مع المصابين علي حقوقهم في القصاص إلي جانب التعويضات من الجهات المسئولة عن هذا الاعتداء الصارخ علي الأرواح. كما أرجو ألا يخطئ أحد جهلا أو عمدا فيظن أن ما أشرنا إليه هنا هو مطلب للأهلي وجماهيره وحدهم, لأننا إذا لم نسم الأشياء بأسمائها الحقيقية ونعط الدرس الرادع, بكل وضوح, للتعصب والمتعصبين وإذا افلتوا هذه المرة( أيضا) بجريمتهم, فسوف تتحول مدرجات الكرة المصرية إلي مقابر لجماهير الزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد والمحلة وغيرها! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم