يعود التاريخ الحديث للعلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين إلى عام 1956، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية، إلا أن إبرام اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين عام 1999 دشن مرحلة جديدة في العلاقات، خاصة مع حرص القيادة المصرية على تطوير علاقات التعاون مع الصين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والشعبية باعتبارها إحدى الدول الخمس الكبرى في العالم وقبل أيام من الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الصينيةبكين أجرى « الأهرام » حوارا مع مجدي عامر سفير مصر في بكين وكان الحوار كالتالي : يكشف السفير مجدي عامر انه على الرغم من التغيرات التي حدثت في القيادات السياسية في البلدين، إلا أن العلاقات الثنائية بين الجانبين – خاصةً في المجال السياسي - تميزت بالثبات والاستقرار حيث أعرب الجانب الصيني عن دعمه واحترامه لخيارات الشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو ورفضه التدخل الأجنبي في شئون مصر الداخلية، وبدورها أعربت مصر على الدوام عن مساندتها الكاملة لمبدأ الصين الواحدة ورفضها التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للصين، وقد شهدت الفترة التي تلت ثورة 30 يونيو توقيع شركة «تيدا» الصينية التي تتولى تطوير وتنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غرب خليج السويس على الاتفاق النهائي لتطوير المرحلة الثانية بالمنطقة في يناير 2014 وقد نجحت حتى الآن من خلال المرحلة الأولى من المنطقة في إقامة عدة مشروعات كان آخرها مصنع شركة «جوشي» لإنتاج الألياف الزجاجية باستثمار قارب ال 200 مليون دولار. وماذا عن التعاون بين البلدين في ظل الزيارات المتبادلة خلال الفترة الماضية بين الجانبين ؟ يؤكد السفير الفترة الماضية شهدت تتابعا كثيفا للزيارات الثنائية، حيث بدأت بزيارة وزير الخارجية للصين في ديسمبر 2013، كما قام عقب ذلك نائب وزير الخارجية الصيني «Zhang Ming» لشئون الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا بزيارة مصر في يناير 2014، حيث عقد خلال الزيارة جولة جديدة من جولات المشاورات السياسية بين الجانبين، ثم زار وزير الخارجية المصري بكين للمرة الثانية في غضون ستة أشهر للمشاركة في اجتماعات الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني في يونيو 2014 بينما قام وزير الخارجية الصيني «وانج يي» بزيارة القاهرة في أغسطس 2014، حيث التقى رئيس الجمهورية كما عقد مع الوزير الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين مصر والصين، حيث شهد الحوار تأكيد وزير الخارجية الصيني على رغبة الجانب الصيني تعزيز التعاون في مجالات تطوير البنية التحتية لاسيما المشروعات الكبرى التي تستهدف الحكومة المصرية تدشينها خلال الفترة القادمة مثل المشروعات الواقعة في إطار قناة السويس الجديدة وغيرها من المجالات، فضلاً عن تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين احتفالاً بمرور 60 عاماً على إنشاء العلاقات الدبلوماسية، إضافةً إلى استمرار التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام ،كما يواصل الجانبان الاتصالات من أجل متابعة التنسيق لتعزيز التعاون المصري - الصيني في المنظمات الدولية فى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك مثل إصلاح الأممالمتحدة وتوسيع مجلس الأمن، فضلا عن التعاون فى مجلس حقوق الإنسان. وماذا عن ترتيبات زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي العاصمة الصينيةبكين ؟ يؤكد في إطار الترتيب لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين، قام أخيرا وفد حزبي صيني برئاسة رئيس مدرسة الحزب الشيوعي الحاكم بزيارة القاهرة في بداية نوفمبر الماضي حيث التقى وزير الخارجية، كما قام وفد حزبي آخر برئاسة مبنج جيانهوا ، عضو المكتب السياسي باللجنة المركزية بالحزب الشيوعي الصيني بزيارة إلى مصر في الفترة من 21 إلى 24 نوفمبر الماضي التقى خلالها بكل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، بالإضافة إلى وزير الخارجية سامح شكري ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، حيث بحث مع الجانب المصري التعاون بين الجانبين في كل المجالات بما في ذلك التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب. كما قام أربعة وزراء مصريين هم وزراء التجارة والصناعة – التعاون الدولي والكهرباء- والنقل بزيارة الصين فى الفترة من 8-12 ديسمبر الجاري حيث اجتمعوا بالوزراء الصينيين المناظرين، كما أقامت لهم السفارة ندوة بمقرها شارك فيها ممثلي أكبر مائة شركة صينية، من بينها شركات عديدة تنوى الاستثمار فى مصر في مجالات متعددة على رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة. يجري التنسيق بشأن صياغة مشروع بيان لاتفاقية «المشاركة الإستراتيجية الشاملة فما هي أبرز أهدافها ؟ تقوم وزارتا الخارجية في كلا البلدين حالياً بالتنسيق فيما بينهما بشأن صياغة مشروع بيان لاتفاقية «المشاركة الإستراتيجية الشاملة»، تلك الاتفاقية التي تعتبر إيذاناً بالارتقاء بمستوى العلاقات إلى أعلى المستويات بين الصين وأي دولة أخرى، حيث يتوقع ان يتم الانتهاء من صياغتها في صورتها النهائية ليتم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس للصين إيذاناً بدخول علاقات البلدين مرحلة متقدمة غير مسبوقة.