في ظل أجواء من التوتر المكتوم وحشد أمني غير مسبوق بلغ في مجمله440 ألفا من قوات الشرطة والوحدات الخاصة تحسبا لمظاهرات للمعارضة أو أعمال شغب, تشهد روسيا اليوم أكثر الانتخابات الرئاسية إثارة, خاصة بعد إعلان فلاديمير بوتين رئيس الوزراء. الحالي عن خوضه المعركة الانتخابية لاستعادة عرش الكرملين لولاية ثالثة, ليخلف الرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف. ويخوض هذه الانتخابات5 مرشحين4 منهم عن الاحزاب الاربعة الممثلة في البرلمان, الي جانب مرشح مستقل نجح في جمع توقيعات مليوني ناخب بموجب قانون الانتخاب الروسي. وبرغم أن النتيجة تكاد تكون محسومة سلفا لمصلحة بوتين الذي تولي السلطة في صيف عام1999 رئيسا للحكومة الروسية عندما جري انتخابه رسميا رئيسا للدولة خلفا لسلفه بوريس يلتسين في مارس2000, فإن أجواء التوتر المشوب بالقلق تسيطر علي الشارع الروسي تحسبا لما أعلنته المعارضة عن عزمها علي الخروج إلي الشارع احتجاجا علي استمرار بوتين تحت شعارات تطالب بالتغيير وبانتخابات نظيفة. وكان بوتين قد أعلن عن قراره حول تزويد مراكز الاقتراع بكاميرات مراقبة والسماح بأكبر عدد من المراقبين لمتابعة العملية الانتخابية في محاولة للحيلولة دون أي احتجاجات تشكك في نزاهة العملية الانتخابية. وفي الوقت الذي كشفت فيه كل نتائج استطلاعات عن أن بوتين يأتي في صدارة قائمة المرشحين بنسبة أصوات تزيد علي60% للفوز بمنصب الرئاسة من الجولة الاولي, نقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن خبراء في الشئون الاستراتيجية السياسية قولهم ان الانتخابات نفسها ليست حدثا سياسيا رئيسيا هذا العام, لكن الحركة المعارضة التي أصبحت ملموسة في موسكو وسان بطرسبرج والمدن الكبري أصبحت تعني أكثر من نتيجة هذه الانتخابات. وأشارت صحيفة روسيسكايا جازيتا ( روسيا السوفيتية) إلي أن بوتين مرشح الحزب الحاكم والمرشح الاوفر حظا للفوز بالمنصب كان أكثر المرشحين الخمسة إنفاقا, حيث بلغت نفقات حملته الانتخابية ما يعادل13 مليون دولار, مقابل11 مليون دولار أنفقها المرشح المستقل الملياردير ميخائيل بروخوروف. أما جينادي زيوجانوف مرشح الحزب الشيوعي فقد بلغت نفقات حملته الانتخابية ما يعادل8 ملايين دولار متقدما عن فلاديمير جيرينوفسكي مرشح الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي لم تتعد نفقات حملته6 ملايين ونصف المليون دولار. ويأتي في ذيل القائمة سيرجي ميرونوف مرشح حزب العدالة الروسية بنفقات يبلغ مجملها4 ملايين دولار. من جانبها, ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن فوز بوتين بالانتخابات الرئاسية أمر محقق لامحالة, ولكنه إذا كان يطمح في البقاء والاستمرار في المنصب فعليه أن يكون أكثر مرونة وتقبلا للتغيرات السياسية في بلاده.