أهالي غطتهم الأحزان وأطفال سقط شعرهم أصغرهم عمره 6 أشهر وأكبرهم 16 عاما وأطباء يسابقون الزمن لتخفيف آلام الأطفال .. ثلث العلاج توقف بعد تحول جهاز المعجل الخطى لجثة هامدة وصار قسم الأشعة العلاجية خارج الخدمة. .وبات فقراء الصعيد ينتظرون الموت .إدارة تبحث عن متبرع لإنقاذ حياة طفل هذا هو عنوان معهد جنوب الصعيد للأورام بأسيوط الذي يعتبر ثاني مركز متخصص في علاج الأورام تابع لإحدى الجامعات المصرية والأول في صعيد مصر الذي يستقبل مرضاه من كل محافظات الصعيد من المنيا وحتى أسوان بالإضافة للبحر الأحمر والوادى الجديد من الفقراء والمعدمين، ورغم الزيادة المطردة في أعداد المصابين بالأورام فإن أهم أقسام المعهد وهو قسم العلاج الإشعاعي مات بعد انتهاء العمر الافتراضي لجهاز «المعجل الخطي» وأصبح المعهد عاجزا عن تقديم المرحلة الثالثة من العلاج وبحسب الاحصاءات فإن لمحافظاتقناوأسوان والوادى الجديد نصيب الأسد في أعداد المترددين وتكمن أهمية ودور المعهد في أنه يعتبر مؤسسة تعليمية حكومية تعمل على إعداد كوادر متخصصة لتقديم أقصى رعاية ممكنة لمرضى الأورام ، ولذلك فالمعهد يقدم خدمات علاجية لنحو عشرين مليون مواطن منهم 11 مليونا تحت خط الفقر في محافظات الصعيد في الوقت الذي تعد فيه جراحات الأورام وما يتبعها من علاج كيماوى من أكثر الجراحات تكلفة وقد يصل العلاج الجراحي والكيماوى والإشعاعي لنحو 40 ألف جنيه كما أن كثيرا من المتبرعين حتى من الصعيد يتبرعون لمستشفى سرطان الاطفال في القاهرة ولا يعرفون عن المعهد شيئا.
ويتردد على المعهد نحو 36 ألفا سنويا، منهم 3 آلاف حالة جديدة يتم اكتشاف الورم لأول مرة موزعين بين المحافظات المختلفة ويقدم لهم العلاج بالمجان كما أن القسم الخاص بالمستشفى يشمل مرضى التعاقدات «التأمين الصحى-التعاقد مع الشركات» وكذلك مرضى العلاج على نفقة الدولة، ويمثلون 80% من مرضى القسم الخاص وهم غير قادرين على تحمل نفقة العلاج.
ومنذ أشهر تواجه المعهد كارثة بكل المقاييس وتهدد بفشل منظومة العلاج كلها بعد توقف جهاز «المعجل الخطي» الذي يستخدمه المرضى في مرحلة العلاج الإشعاعي وهي المرحلة الثالثة في علاج الأورام حيث يمر المريض الذي يعالج من الأورام بثلاثة أنواع هي الجراحي فالكيماوي ثم الاشعاعي وفي حال سقوط أو تعطل أي شيء من الثلاثة ستفشل منظومة العلاج وهو ما حدث بالفعل ويتم تحويل المرضى لاستكمال العلاج إما بالمستشفى الجامعى والذي أصبح لا يتحمل الضغط بالإضافة لضعف إمكانيات الجهاز أو الذهاب لمركز القوات المسلحة وتصل تكلفة الجلسة لنحو 15 ألف جنيه خصوصا أن هناك من المرضي لا يملكون ثمن تذكرة السفر من وإلى المعهد وهؤلاء اغلق أمامهم الآن باب العلاج ولا يدرون ماذا يفعلون رغم أنه عندما تم افتتاح قسم الأشعة العلاجية والطب النووي بالمعهد في 27 أكتوبر سنة 1998م كان يحتوي على أحدث أجهزة علاج الأورام الإشعاعي في ذلك الوقت والتي انفرد بها المعهد لتقديم أحدث طرق العلاج الإشعاعي للمرضى
وبالاضافة لتعطل المعجل الخطي توقف عن العمل الجهاز المحاكي والمحاكي التخيلي وجهاز القياسات الاشعاعية كل هذه الاجهزة معطلة منذ أكثر من عامين وجهاز توزيع الجرعة الاشعاعية ثلاثية الأبعاد خارج الصيانة لعدم وجود قطع غيار كما أن هناك عشرين جهازا يحتاج اليها المعهد
كما أن هناك مشكلة بالنسبة للمرضى التابعين للتأمين الصحى تتمثل في تعقد الاجراءات فلنا أن نتخيل أن طفلا محجوزا في العناية المركزة وطفلة كانت على الاكسجين ويمثل خروجهما خطرا كبيرا على حياتهما ويصر التأمين على ضرورة حضورهما لمقر التأمين رغم إخبار المعهد للتأمين بوجودهما كما أن هناك أدوية غير متوافرة بالمعهد.
وحتى يتمكن المعهد من استكمال مسيرته ودوره في علاج مرضي السرطان وتخفيف أوجاعهم وعدم تكبدهم عناء السفر إلي القاهرة والوجه البحري فلابد من سرعة إمداد المعهد بالأجهزة اللازمة حرصا علي حياة المرضي. ومن ناحية أخري شهدت الأقصر وضع حجر اساس مستشفى الشفاء - الاورمان لعلاج الاورام والتى سيتم انشاؤها بتكلفة 150 مليون جنيه بمدينة طيبة الجديدة
وصرح مصطفى زمزم المتحدث الرسمى باسم مؤسسة الاورمان وأحد الشباب الذين شاركوا فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع شباب مبادرة « اسمعونا فيه أمل « بأن انشاء المستشفى احد المشروعات التى تم طرحها على الرئيس حيث قام بتقديم توجيهات بأن يتم الانتهاء من انشاء المستشفى فى 12 شهرا فقط بدلا من 18 شهرا كما هو موضوع فى خطة المشروع
شارك فى حفل وضع حجر الأساس اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر وصرح المهندس حسام القبانى بأن المستشفى ستقوم بخدمة 6 محافظات فى الصعيد هى ( سوهاج – قنا – الأقصر - اسوان – الوادى الجديد – البحر الاحمر )
وسيتم بناؤها على مرحلتين على مساحة 15 الف متر مربع وتتكون من طابقين وتضم 100 سرير 50 للعلاج الكيمائى و50 للغرف العلاجية وستشمل عملية البناء مرحلتين لتضم المرحلة الاولى العلاج الاشعاعى والاشعة التشخيصية والعيادات الخارجية والمعامل والعلاج الكيمائى والصيدلية الاكلينيكية وبنك الدم وستصل تكلفتها الى 100 مليون جنيه وستقوم المرحلة الاولى بعلاج من 5 ألاف و 7 آلاف مريض سنويا وسوف تقوم المستشفى باستقبال وعلاج المرضى من كافة الأعمار لتقديم خدمة علاجية مباشرة ونشر التوعية الصحية من خلال برامج الكشف المبكر والتشخيص والوقاية من أمراض السرطان بجانب تدريب الاطباء من خلال بروتوكول تعاون مع معهد الاوروام ومستشفي سرطان الاطفال 57357