لم يكن قبل العام 2007 أحد من جماهير الكرة أو حتى رجل الشارع العادى يعلم شيئا عن روابط الألتراس، إلى أن بدأت تظهر روابط الأندية الواحدة تلو الأخرى وكان العام 2007 تحديداً هو البداية الحقيقية لولادة أشهر روابط الألتراس وأكثرها عدداً، ألتراس أهلاوى المنتمية إلى النادى الأهلى العريق، والأخرى الوايت نايتس والمنتمية إلى الزمالك الكبير، وبطبيعة الحال فإن الاثنين هما الأكثر عدداً وانتشاراً بفضل قاعدة القطبين الجماهيرية والتى تمتد فى كل ربوع الوطن العربى وتتخطى للوصول إلى بعض الدول الأفريقية والأسيوية وحتى الأوروبية ولكن كيف بدأت تلك الروابط فى التكوين وما هى أهدافها وشعاراتها التى دائماً ما نسمع عنها وما سر الترابط الكبير بين أعضائها؟ البداية من عند التراس أهلاوى (UA-07) والتى تأسست فى إبريل من العام 2007 على يد مجموعة من مُشجعيه، وكانت ولادة الفكرة بالصدفة، عندما ألتقى مجموعة من جماهير النادى فى أحد الأماكن العامة وشاهدوا بالمصادفة كليبات وصورا للالتراس العالمى وتحدثوا فيما بينهم عن ضرورة تحويل حلم رابطة لجماهير النادى مثل مشجعى أوروبا وقرروا وقتها أن تكون البداية عن طريقهم وكان الظهور الأول فى مباراة جمعت الأهلى وإنبي، وعلى مدار السنوات عانى الالتراس من اعتراض الأمن على تعليق اللافتات والشعارات الخاصة. وأكد أحد قيادات روابط ألتراس أهلاوي، أن فكرهم ينحصر فى مؤازرة وتشجيع فريقهم فى أى مكان وعلى طول الخط، مع ضرورة الحفاظ على وحدة الصف وعدم السماح لأى شخص غريب بالوجود وسط المجموعة، وكل هذه القناعات نابعة من أن للجماهير حقا أصيلا فى ضرورة الوجود بمدرجات الكرة وتشجيع فريقها والدفاع عن حقوقه ومواجهة أى معتد على ناديهم أو كل من يطوله بالنقد السلبى وغير الواقعى والذى يصل لحد التطاول. مشيراً إلى أن من دور الجماهير أن تحافظ على ناديها ضد أى شخص يعتدى عليه وهذا ليس بدعة وكل من ينتمى إلى ناد أو فريق يرغب فى الحفاظ على صورته دون أن تهتز أمام أى جهة أخرى أو منافس له. ولا يختلف الوضع كثيراً عند رابطة «الوايت نايت»، وقد تكونت بطريقة مشابهة تقريباً لألتراس أهلاوي؛ حيث تجمع قادة الرابطة تحت راية ناديهم الزمالك حباً وعشقاً للفانلة البيضاء، وقد تأسست الرابطة فى مارس من العام 2007 كأول ألتراس يتأسس فى مصر، وقد اشتهر الوايت نايتس بالعمل الدؤوب، خاصة وان تكوين المجموعة صادفته أسوأ فترات النادى من حيث النتائج والأداء وكان منافسهم اللدود الأهلى هو المتسيد محلياً وأفريقياً، ولذلك حاولوا جاهدين مؤازرة فريقهم من أجل انتشاله من عثراته. وتحدث أحد قادة الرابطة عن أهم ما يميز الرابطة وقوانينها، والتى تؤكد ان جميع أعضاء المجموعة يربطهم حبهم لناديهم، خاصة وانهم من رواد حركة الألتراس على الصعيد العربي، وتعمل على أهداف محددة هى مؤازرة الزمالك فى كل الأوقات وفى أحلك الظروف بدليل ولادة الرابطة فى أسوأ فترات فريق الكرة ولكن استمرت مساندتها للفريق رغم استمرار الإخفاقات. وأوضح فى تصريحاته، أن للمجموعة دورا فى توضيح حالة الغضب العامة لدى جماهير القلعة البيضاء فى حالة الشعور بتخاذل اللاعبين أو سوء إدارة النادى مستشهداً باللافتة السوداء التى كتب عليها (فقدتم الرجولة ففقدتم تعاطفنا) فى رسالة شديدة اللهجة للاعبى الفريق، وهو ما يعكس وعى الرابطة وأنها لا تساند فقط اللاعبين من أجل الانتصارات ولكن تقومهم وقت الاخفاقات وهى من أحد مهام الرابطة كما ظهر فى الأمثلة الماضية. ونفى المتحدث أن يكون لروابط الألتراس أى أدوار خارج المستطيل الأخضر أو أن يتم استغلال تجمعهم وقوتهم فى استغلال من أى شخص أو جماعة ضد أخرى، مؤكداً أن الرابطة تعمل على هدف واحد فقط وهو مصلحة ناديها ولا يمكن أن تقوم باستغلال قوتها لابتزاز أو الضغط على قوى سياسية، وهو ضد مبادئ الرابطة التى تعتبر دورها أصيلا فى مساندة فريقها للوصول إلى البطولات فقط.