قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال كلمته فى افتتاح المؤتمر، إنه عند احترام التنوع تكون الصورة واضحة لجميع أفراد المجتمع، وطالب بعقد ندوات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين وطباعة كتيبات مشتركة من أجل الوحدة الوطنية. وأشار إلى أن الفارق الوحيد بين المصريين هو أن المسلم يتعبد فى المسجد والمسيحى يتعبد فى الكنيسة، مضيفًا أن رسالة الإنسان هى العيش بسلام والحفاظ على المعتقدات، وأن الأقباط والمسلمين صنعوا نصر أكتوبر جنبًا إلى جنب، واستشهد بمقولة البابا شنودة الراحل بأن «مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا». وأوضح البابا تواضروس أن مصر قدمت نموذجًا راقيًا لحياة حضارية تنبذ الإرهاب والتطرف، وأن المسيحية فى تاريخها على أرض مصر نادت ومازالت تنادى بحقوق كثيرة أولها أن الإنسان فى أى مجتمع هو النور الذى ينير للآخرين، ونادت المسيحية بالحب للجميع وصار الإنسان رسالة، فعندما يخلق الله الإنسان إنما لأن له رسالة على الأرض، وحب الجميع وهى من علامة الإنسان المميز، ونادت المسيحية باحترام التنوع، والدليل على عدم التنوع هو الاختلاف حتى فى أصابع اليد، ونادت المسيحية بالحوار. وأشار إلى أن تلاميذ السيد المسيح كانوا فى حوار دائم، رغم اختلاف عملهم، وتنادى المسيحية بالسلام وحرية الاعتقاد، فرسالة الإنسان أن يسالم الجميع ويعيش فى سلام، بحسب قوله. وأضاف: عشنا فى مصرنا الحبيبة وكنائسنا ونصلى من أجل الخير ومن أجل الرئيس والأرض والجيش والوزراء والجنود والعاملين والمسافرين والأرامل والأيتام والفلاحين، ومن أجل المغتربين، وعاشت الكنيسة المصرية بصورة وطنية لم تسع فى يوم إلى سلطة زمنية أو مكانية بل عاشت شاهدة على الوطن، وكان المصريون جميعا فى ثورة 19 قلبا واحدا ورفعوا شعار الثورة «عاش الهلال مع الصليب». وذكر أنه بعد ثورة يوليو وتفاعل الجميع مع إنجازات الثورة، وبعد النكسة أمر البطريرك وقتها أن يسهم الجميع فى خدمة المجهود الحربي، حتى الانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة، ونجحت هذه الحرب بسبب الاشتراك بين المسلمين والمسيحيين، والجميع حارب جنبا إلى جنب دون تفرقة. وتابع أنه حينما جاءت فترة الربيع العربى لم يكن ربيعا، وسمعنا عن مجازر ومآس لم يكن ذلك الإسلام الذى عرفناه، وجاءت 25 يناير و30 يونيو على أرض مصر والتى أعادت الأوضاع إلى نصابها، وجاء حرق الكنائس يوم 18 أغسطس من العام الماضى إنما هى تضحية من أجل وطننا الغالي، وقلنا إن وطنا بلا كنائس أفضل من كنائس بلا أوطان.