أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية و بطريرك الكرازة المرقصية، أن الديانة المسيحية نادت بالحب للجميع وجعلت الإنسان نورا ورسالة، مستدلا بأية من الأنجيل المقدس، تقول " أن كنت لا تحب أخاك الذي تراه، فكيف تقدر أن تحب الله الذي لا تراه". وقال تواضروس من خلال كلمته بمؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب و التطرف اليوم الأربعاء: "كل انسان له علاقة و قرابة مع كل احد ولنا أب و أم واحد هما حواء و أدم"، مضيفا أن الديانة المسيحية نادت باحترام التنوع. وأوضح أنه "من المباديء الأساسية في الحياة المسيحية هب الحوار المتبادل دائما، لا ننسي أن تلاميذ السيد المسيح كانوا في حالة حوار دائم، رغم أن من بينهم من كان صيادا و من كان رساما و من كان رساما ومن كان طبيبا و من كان جابيا للضرائب". وأشار إلي أن الديانة المسيحية قد دعت ل"مسالمة جميع الناس"، موضحا أن رسالة الإنسان هي "يسالم كل أحد و أن يعيش بالسلام". وأضاف تواضروس: "في مصرنا الحبيبة عشنا في كنائسنا ونصلي في كل يوم من أجل النهر و العشب و الزرع و الحيوان و نصلي كل يوم من أجل المدينة التي نعيش و نصلي من أجل جيراننا و مداخلنا و مخارجنا، و نصلي من أجل رئيس الأرض و الجيش و الوزراء و الجنود، فهكذا ما تعلمنا من الكنيسة". وأعلن أن الكنيسة المصرية لها دور وطني في كثير من المواقف دون أي سعي لأي سلطة "زمنية و مكانية"، مشيرا إلي بعض المواقف الوطنية للكنيسة و الأقباط المصريين على مر العصور. وأشار إلي أن الأنسان المصري عاش في وسطية و اعتدال على مر العصور ينبذ العنف و القتل، مضيفا أن الكنائس المصرية قد تعرضت لهجمة مفتعلة شرسة في 14 أغسطس 2013، و أعتبر أن الكنائس أصبحت "قربانا يقدم من اجل سلام مصر"، و قال "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن". وأوضح أن الأزهر و الشريف في مصر يعملان بروح واحد لخدمة المجتمع، داعيا لتأكيد قيم المشاركة و المساواة في التعامل و مراجعة المناهج التعليمية لترسيخ قيم المواطنة، مضيف أن الكنيسة تتضرع إلي الله ليحفظ وحدة مصر و يصونها و يراعها.