أعتقد ان الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك سيتمنى لو أن أمه لم تلده وربما يفكر فى التخلص من حياته بالانتحار وذلك بمجرد بدء محاكمته سياسيا على الجرائم التى ارتكبها نظامه فى حق الشعب المصرى خلال فترة حكمه التى وصلت إلى ثلاثين عاما فوقع تلاوة الاتهامات على اذن الرجل سيكون أكثر مرارة وقسوة من وقع سماع الحكم بالمؤبد او الإعدام عليه إذا كان قد ادين بتهمة قتل المحتجين خلال أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير ، حيث إن الرجل لايزال غير مصدق أن حكمه كان فاسدا وانه دمر احساس المصريين بالعزة والكرامة وجعل جانبا من الشباب يكفرون بمصريتهم. وفى حالة بدء محاكمة نظام مبارك سياسيا أعتقد أن القضاة سيستغرقون أياما لمجرد تلاوة قوائم الاتهامات حيث يتحمل الرئيس المخلوع ونظامه المسئولية عن كل المصائب التى حاقت بالمصريين فى كل شبر من أرض مصر .. بدءا من تراكم القمامة فى الشوارع وصولا إلى تفشى الأمراض القاتلة مرورا بانهيار التعليم والقيم وغيرها الكثير والكثير . ورغم ان لمبارك إنجازات هائلة فى مجالات الإسكان والبنية التحتية والمواصلات والسياحة وغيرها فإن الإخفاقات اكبر بكثير لأنها تتعلق بالبشر وليس الحجر فما قيمة أن نرصف آلاف الكيلومترات من الطرق ونمد خطوط مترو الأنفاق وننشيء المدن الجديدة بينما نساعد على تفشى الفساد الذى يفرق بين الناس ويقصر الاستفادة من اى مشروع على من يدفع الرشوة أو يملك واسطة . لقد أخطأت ثورة يناير عندما قررت أن تحاكم مبارك جنائيا بينما كان المفروض أن تحاكمه سياسيا لأنه لولا الفساد السابق على تلك الثورة لما قامت، ولكن الثوار حاولوا الانتقام لأنفسهم ولزملائهم ونسوا أنهم جاءوا ليثأروا لكل المصريين . لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول