توصلت الباحثة الدكتورة سلوي عبد الحميد أستاذ اللافقاريات بقسم علم الحيوان بكلية العلوم بجامعة القاهرة إلى نتائج عملية للاستفادة بجميع أجزاء الكائنات اللافقارية المسماة ب"الإستاكوزا النيلية"، أو "روبيان المستنقعات"، التي كانت تمثل مشكلة بيئية كبيرة منذ قرابة 20 عاما، عندما ظهرت لأول مرة بنهر النيل، نتيجة قيام أحد مربي الأسماك باستزراعها في إحدى المزارع السمكية بمصر. وتقول الدكتورة سلوي إنها قامت بإجراء أبحاث تطبيقية مكثفة علي هذه الكائنات حصلت من بعضها علي رسالتي الماجستير والدكتوراه، ومازالت أبحاثها تتوالي. وتؤكد أنها توصلت إلي فوائد بيئية عدة للإستاكوزا النيلي، من أهمها الحد من انتشار مرض البلهارسيا بسبب التهامها للعوائل الوسيطة للبلهارسيا في النيل، كما أنها تأكل الأعشاب المضرة في مياه النيل، التي تعوق الملاحة في النيل. وتوضح أن هناك أبحاثا تجري الآن للتعرف علي دورها في منع مرض الملاريا، ومكافحة انتشارها، بسبب التهامها العوائل الوسيطة لكل من الذباب وباعوض الأنوفليس والكيوليكس الناقلين للملاريا والفيلاريا أو "داء الفيل". وتشير الدكتورة سلوي إلى أن الاستاكوزا النيلية تؤدي دورا فعالا أيضا في مجال المكافحة الحيوية للآفات والحشرات المضرة، بجانب كونها غذاء مفيدا للإنسان، لاحتوائها علي كم كبير من الأملاح المعدنية، والفيتامينات المهمة، خاصة: ب1، ب2، ب6، ب12، بجانب بعض الأحماض الأمينية والدهنية (أوميجا 3، وأوميجا 6)، وذلك كله بجانب ارتفاع نسبة البروتين في عضلاتها المأكولة. وتضيف أنه أمكن أيضا استخراج بعض المستخلصات العلاجية البديلة لبعض الأدوية الكيماوية لاستخدامها كمكملات غذائية لعلاج بعض الأمراض المزمنة بالكبد والكلي وغيرها ما زالت تحت البحث. وتتابع أنه أمكن كذلك استخدام قشور الاستاكوزا النيلية كمنتجات أعلاف حيوية للحيوان والدواجن والأسماك ذاتها بمزارع الأسماك، وذلك لإضافة قيمة غذائية عالية للأعلاف. وتشير إلى أن هناك أبحاثا أخري تم إجراؤها بمزارع الدواجن، وأن نتائج التجارب أكدت فائدتها الكبيرة في رفع إنتاج البيض. ولكل ما سبق، تنصح الباحثة بتشجيع تدوير وإعادة تصنيع قشور الكائنات القشرية الموجودة بمصر مثل الجمبري والإستاكوزا والكابوريا والإستاكوزا النيلية وغيرها للاستفادة بها كثروات طبيعية ثمينة.