"بث الرعب" .. أصبحت مهمة الإعلام الحالية .. أكتب هذا المقال يوم الخميس قبل 24 ساعة من جمعة 28 نوفمبر، وعلى قدر ما يمكننا التحوط لدعوات رفع المصاحف، أو التظاهرات الحاشدة، أو استخدام السلاح والعنف، إلا إننا نبالغ كل المبالغة فى تكريس كل طاقاتنا الإعلامية مرئية ومقروءة ومسموعة للحديث على نغمة يوم الجمعة وما يمكن أن يحدث خلاله. الإعلام دوره مناقشة المشكلات لا صنعها، فنحن بهذا التكثيف نحول مظاهرة يمكن أن تكون سلمية إلى مظاهرة عنيفة، ونعطى الطرف الآخر شعورا كاذبا بخوفنا وترقبنا. مصر الدولة قوية وحاضرة، وفى رأيى أنه قد آن الأوان لنترك تأمين الوطن والشارع لمؤسستى الجيش والشرطة، وأن نلتزم جميعا كشعب بجميع التعليمات التى ترى الدولة ضرورة اتباعها كالبقاء فى المنازل، أو تجنب المناطق الساخنة التى قد تكون مقصدا لتظاهرات محتملة. الاقتصاد يدفع ثمنا باهظا من تصدير "بطاقة الرعب" التى يحلوا لنا تدويرها مع كل دعوة من دعوات الإخوان عبر "الفيس بوك" أو "تويتر"، ويكفى أن يكتب شخص ما عبارة تهديد أو وعيد حتى يتم تناقلها كالهشيم عبر وسائل الإعلام لنصبح نحن أنفسنا أبواق لنقل الرعب، وكأنه قد تم تجنيد الإعلام المصرى فى صفوف الإخوان. بالتأكيد نحن ضد أى دعوة لتقييد الإعلام، ولكننا فى حاجة ملحة لتنظيم الإعلام، ولا أعتقد أن الفضائيات المصرية خاصة أو تابعة للدولة قد ترفض إطارا منظما لها ، كما لا أتصور أنها ترفض حوارات مع الدولة فيما يتعلق بالأمور التى تمس السلم العام أو الأمن القومى، وهنا نقول ان الحكومة مقصرة فى عدم تواصلها مع الإعلام ، وتحديد منهجية للتعامل مع مثل تلك الأمور التى تكدر السلم العام أو تشكل خطرا محتملا. كيف نعالج مثل هذه الأمور إعلاميا ؟.. هذا هو السؤال الذى يحتاج إلى إجابة، وهذه الإجابة لن تتحقق إلا بوجود مظلة كبيرة تجمع كل وسائل الإعلام بمختلف انواعها مع رموز من الحكومة معنية بهذا الشآن، لنضع معا وسيلة للحوار ، ومنهجية للتعامل مع كل تلك الأمور دون أن تكون مثل هذه الأحداث "مولد وصاحبه غايب". لمزيد من مقالات نجلاء ذكري