كارثة انسانية، بطلها الاهمال، أبكت سكان منطقة المطرية بعدما قضوا ساعات حزينة عقب انهيار عقار بشارع نصر عصفور فجر امس، نتيجة قيام صاحبه بتعلية دورين مخالفين وقيام صاحب معمل بعمل تعديلات داخل شقة فى الطابق الثانى فى غفلة من مسئولى الحى وسقط على رءوس سكانه اثناء استغراقهم فى النوم. مما اسفر عنه مقتل 16 شخصا واصابة 8، وانتابت المنطقة حالة متباينة من المشاعر، فوسط الصراخ والبكاء على جثث الضحايا يتجدد الامل فى انتشال احياء جدد من بين الانقاض، ووسط كل هذا انتقل فريق من نيابة حوادث شرق القاهرة باشراف المستشار محمد عبدالشافى المحامى العام الاول لنيابات شرق القاهرة الى موقع العقار المنهار وامر باخلاء 4 عقارات مجاورة خشية على حياة سكانها وفرض كردون امنى واخلاء المكان من المواطنين حتى يسهل سماع اصوات ضحايا احياء من بين الانقاض، حيث تمكنت قوات الدفاع المدنى من انتشال 12 ناجيا من اسفل الانقاض، بينهم 8 مصابين وامرت النيابة بنقل جثث المتوفين الى مستشفيات المطرية والزيتون ومنشية البكرى لتشريحها ومعرفة اسباب الوفاة، كما امرت بطلب رئيس حى غرب القاهرة لسؤاله وطلب ملف العقار المنهار من مسئولى الحى لمعرفة ما اذا كان صدر له قرار ازالة سابق من عدمه وما اذا كان صاحب العقار قد اقام ادوارا مخالفة لتعلية العقار من عدمه واستدعائه للسؤال. وقعت الكارثة الانسانية فجر امس عندما استيقظ سكان شارع نصر عصفور بالمطرية على صوت انفجار مدو وفوجئوا بانهيار العقار رقم 6 المكون من ثمانية طوابق فوق رءوس سكانه وانتابت الاهالى حالة من الفزع وهرولوا الى الشارع تاركين منازلهم، خشية ان ينالهم نفس مصير جيرانهم وحاولوا ازالة اجزاء من العقار المنهار لانتشال جيرانهم من اسفل العقار، بينما قام آخرون بابلاغ قوات الشرطة والدفاع المدنى التى هرعت الى مكان الحادث وعلى رأسها اللواء على الدمرداش مدير امن القاهرة وعدد من سيارات رفع الانقاض وتم اخلاء محيط العقار من السكان الذين اصروا على مشاركة قوات الحماية المدنية فى البحث عن جيرانهم الموجودين اسفل الانقاض وبعد ساعات تمكنت القوات من استخراج 16 جثة من بينها فتاة تعمل معيدة بكلية حقوق جامعة عين شمس وزوجان على مشارف السبعين من العمر وعدد من الشباب والفتيات ، فى الوقت الذى تمكنت فيه القوات من انتشال 12 ناجيا بعضهم مصابون بجروح وتم نقلهم الى المستشفى للعلاج. وتبين من المعاينة الاولية ان العقار المنهار كان مكونا من 6 طوابق الا ان صاحبه استغل غياب الرقابة والفوضى بعد ثورة 25 يناير وغياب متابعة الاجهزة المحلية ومسئولى الاحياء عن متابعة تنفيذ قرارات الازالة او تحرير مخالفات للعقارات التى قام اصحابها ببناء ادوار دون ترخيص وقام ببناء طابقين مخالفين وعرضهما للبيع بل ولم يكتف بذلك وتحايل على القانون بادخال الكهرباء والغاز للطابقين المخالفين ، ولم يحتمل اساس العقار الادوار المخالفة وسقط على رءوس سكانه. واكد بعض الاهالى للنيابة فى مكان الحادث ان سكان العقار المنهار تشاجروا مع صاحبه اثناء بناء الادوار المخالفة وحاولوا منعه الا انه اخبرهم بانه حصل على ترخيص من الحى بالمخالفة للحقيقة. على جانب آخر، انتقل فريق من نيابة شرق القاهرة لمعاينة العقار المنهار برئاسة بكر احمد بكر، حيث تبين من المعاينة المبدئية ان العقار لم يتسبب فى حدوث تصدعات للعقارات المجاورة الا انه تم اخلاؤها من السكان، وامرت النيابة بتشكيل لجنة هندسية من مهندسى الحى واساتذة الهندسة بجامعتى القاهرة وعين شمس لمعاينة العقارات الملاصقة للعقار المنهار والتأكد من سلامتها. فى الوقت نفسه، انتقل فريق من النيابة الى المستشفيات لمناظرة جثث المتوفين وسؤال المصابين داخل المستشفيات الذين انتابتهم حالة من الهلع والهيستريا عندما علموا بمقتل افراد من اسرهم اسفل الانقاض واكدوا انهم استيقظوا فجرا على صوت اهتزاز يرج العقار واعتقدوا انه زلزال وعندما هموا بالفرار الى الشارع فوجئوا بالعقار يسقط فوق رءوسهم وبعدها اصيبوا بغيبوبة ولم يفيقوا الا داخل المستشفي.
