أكد علماء الدين أن الإسلام حذر من أن يتخذ الإنسان الدين وسيلة لكسب أغراض سياسية أو حزبية، لأن ذلك يعد متاجرة بالدين، وهي النفاق بعينه. وطالبوا خطباء المساجد، بضرورة الحديث عن أن من صور المتاجرة بالدين وتوظيفه لأغراض سياسية أو سلطوية، تلك الدعوات الآثمة إلي رفع المصاحف، وضرورة التحذير من الاستجابة لدعواتهم، لأن هذه فعلة الخوارج. وشدد علماء الدين على حرمة المشاركة في هذه التظاهرات الآثمة، وعلي إثم من يشارك فيها من الجهلة والخائنين لدينهم ووطنهم، لأن إقحام الدين في السياسة والمتاجرة به، لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير. مؤكدين أن استخدام الشعارات الدينية لخداع البسطاء، يعد متاجرة بالدين وخيانة للوطن. وحذر الدكتور الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف الأسبق، من خطورة قيام جماعة بالدعوة لرفع المصاحف، لأن هذا يعني تفريق الناس، ويمثل خطورة على الوطن، مؤكدا أن الأمر ليس مظهرا، فمن يرد أن يرفع المصحف عليه أن يكون قد عمل به، والقرآن الكريم يدعو إلي وحدة الصف، مشيرا إلي أن الدعوة إلي رفع المصاحف، ما هي إلا فتنة يراد بها تفريق الكلمة، وأن يحارب الناس بعضهم بعضا، ورفع المصحف ليس هو الأمر الذي دعا إليه القرآن، لكنه دعا إلي أن نتدبره ونعمل به، وألا نجنح إلي أي وسيلة تفضي لتفرقة الصف، ولا توجد أي آية في القرآن الكريم تدعو لحمل المصاحف علي السيوف، فالإنسان المسلم ينفذ أمر الله في السر والعلن، ولا يلجأ لأي وسيلة من هذه الوسائل التي تحمل أغراضا أخري، لكن من يقرأ ويتدبر المصحف، عليه أن ينفذ ما جاء في القرآن الكريم، من الدعوة إلي وحدة الصف والحفاظ علي النفس والمال والعرض والبعد عن التخريب والتدمير. وشدد علي ضرورة ألا يكون هناك مجال للفرقة والخديعة، وقد رفع المصحف قبلا للخديعة وليس للتحكيم، وكان مظهرا تمت به الخديعة، وينبغي ألا ندع مجالا لتفرقة الصف وتقسيم الأمة، ولا نقبل أبدا أن تقسم مصر شيعا يحارب بعضها بعضا، فكيف تأتي جماعة ترفع المصحف، وكأنها تقول نحن المؤمنون وغيرنا ليس كذلك، وهذا أمر خطير أن تستخدم هذه الجماعة المصحف، وكأن الآخرين ليسوا مؤمنين، لابد أن ننتبه لهذه الخديعة، وهؤلاء يتحملون ما يمكن أن يحدث للمصاحف في مثل هذه المظاهرات. إهانة للمصحف ووجه الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، نداء للشباب، وطالبهم بعدم الانخداع بهذه الشعارات البراقة، مؤكدا أنها ليست من الدين، وليست من الوطنية الصادقة، ولا تخدم إلا منافع يحرص عليها أصحاب هذه الدعوات، الذين يريدون المهانة للمصاحف، ويصدرون فكر التطرف والعنف باسم الإسلام، فجماعات التطرف التي تتخذ من الإسلام ستارا لها، لم تراع في هذا الدين مقاصد شريعته الغراء، وهي حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل، وقد رأينا أن هذه الجماعات تلح ليل نهار، وتتخذ لأغراضها غير المشروعة شعارات دينية براقة، وهم لا يعلمون أن الشريعة الإسلامية تحرص علي التعايش السلمي ووحدة الصف والتسامح وقبول الآخر، وغيرها من المعاني والمقاصد العظيمة التي حملتها الشريعة. مشيرا إلي أن هذه الشعارات ليس لها مبرر، لأنها تناقض العلم الإسلامي الذي يحمله الراسخون في العلم، وما يحمله العلماء الذين نهضت علي أكتافهم الأمة، كما أن هذه الجماعات يحتكرون العلم بالإسلام وبتفسير النصوص والانحراف بها عن مقاصدها، إلي تفسيرات أخري، تنحرف تماما عن المقاصد النبيلة التي حملتها الشريعة الإسلامية، لكن هؤلاء في سبيل أن يظهروا في المشهد، يهددون الاستقرار في المجتمع، وهو ما يحرصون عليه في دعوتهم للتظاهر يوم الجمعة القادمة، وهم لا يراعون في هذه الدعوات حرمة للدين ولا للوطن، ويكفي أن نعلم أن مقولتهم ثورة إسلامية، فهل الثورة الإسلامية تكون علي المسلمين من أبناء الدين، وغير المسلمين من أبناء الوطن، وبحسب فكر هؤلاء، فهل يمكن أن يهدد كل من يريد أن يتعايش مع المجتمع ويرفض فكر هذه الجماعات، المؤكد أن فكر هؤلاء متناقض ويستخدمون الشعارات الدينية لخداع العامة والبسطاء، ولابد أن نكشف زيفهم ونوضح للناس حقيقة وأهداف هذه الجماعات، التي ترفع شعارات دينية للوصول لأهداف سياسية. دروس للتوعية وحول خطة وزارة الأوقاف لمواجهة هذه الدعوات الهدامة، وخصوصا بعد التأثير الإيجابي لخطبة الجمعة الماضية، والتي دارت حول سبل مواجهة هذه الدعوات المغرضة، قال الشيخ محمد عبد الرازق وكيل أول وزارة الأوقاف، إن أئمة ودعاة الأوقاف يتصدون بكل قوة لهذه الدعوة المغرضة، من خلال توضيح الحقائق للمواطنين، والدروس الدينية في المساجد تتناول مواجهة هؤلاء وكشف حقيقتهم، وشباب أئمة الأوقاف لديهم القدرة علي تصحيح المفاهيم، وكان الملتقي الأول لشباب الأئمة الأسبوع الماضي، خير دليل علي أن علماء الأوقاف قادرون بعون الله علي نشر سماحة الإسلام وسعة أفقه، ومواجهة الدخلاء علي الدعوة، وتحذير المواطنين من هذه الدعوات الهدامة.