تحولت مدينة جنيف الهادئة إلى ساحة ضخمة لوجود التنظيم الدولى لجماعة الاخوان فى أوروبا ، لاستغلال قيم الحياد والتسامح والسلام التى تطبقها السلطات السويسرية فى جميع تعاملاتها ولاتستطيع الحياد عنها ، كدولة مقر لهيئات ومنظمات الأممالمتحدة الكبرى العاملة على مستوى العالم ، وأحد أسباب مصادر الدخل الرئيسية لها التى تأتى فى مقدمتها المصارف والبنوك الدولية ووفود المنظمات الدولية والساعات والشيكولاتة السويسرية . وهو مايستغله التنظيم الدولى للإخوان فى أوروبا أبشع استغلال لكسب مزيد من حرية الحركة داخل مدينة جنيف الدولية التى توجد بالقرب من حدود 3دول هى فرنساوألمانيا وإيطاليا ، مما يجعل الدخول إليها والعودة لايستغرق وقتا طويلا ، لأعضاء التنظيم الدولى للإخوان المنتشرين فى دول أوروبا . لدرجة قيام أكبر تجمعات ممولة من التنظيم الدولى للإخوان والمدعومة من تركيا و المنظمات الإخوانية من تكثيف حضورها بجنيف لمراجعة ملف مصر بآلية الاستعراض الدورى الشامل لملفات الدول بالأممالمتحدة ، والخلط بين ممارسة أنشطة سياسية وحقوقية داخل مقر نادى الصحافة السويسرية بحضور مدير النادى بنفسه لها وهو تقليد غير متداول بشأن جميع المؤتمرات والندوات التى تعقد به من حضوره على المنصة الرئيسية أو داخل القاعة ، مما يشير إلى وجود مساندة منه لدعم التنظيم الدولى، ويركز التنظيم الدولى للإخوان على مقر نادى الصحافة السويسرى فى تحركاته بجنيف لأنه يحضر به فى الغالب ممثلو الصحف السويسرية والصحفيون المعتمدون بالأممالمتحدة لقربه من مقر المنظمة الدولية. وجاء أهم تحرك للتنظيم الدولى للإخوان بفتح نادى الصحافة السويسرية أبوابه لعقد أنشطة لمايسمى «التحالف الثورى المصرى» ، كما تعقد به من وقت لآخر أنشطة مؤسسة الكرامة الإخوانية ومنظمة العدالة من أجل مصر التى أسسها الإخوان بجنيف ، والتحالف الدولى للحقوق والحريات الإخوانى ، وكلها مسميات تدعم فكر التنظيم الدولى للإخوان ، والتى تم تسجيلها بأسماء مصريين وكويتين من أعضاء تنظيم الإخوان الدولى ، لإيجاد تنوع فى تسجيلها من أعضاء التنظيم الدولى الذى يوفرون لها تمويلا من التنظيم الإخوانى وجهات التمويل الإجنبية . وتعمل هذه الكيانات الهلامية للتنظيم الدولى للإخوان بأوروبا فى توجيه الانتقادات والهجوم على مصر فى أى مناسبة ، ويعقد من خلالها ندوات ومؤتمرات وتصدر بيانات موقف ورأى وتقارير عن مصر وترسلها بالإيميلات والفاكسات للمنظمات الدولية العاملة بجنيف وممثلى الصحف العالمية ، كما تنظم لقاءات مع الوفود الرسمية بالأممالمتحدة بدعم من تركيا التى قدمت بعض هذه التنظيمات لوفود الاممالمتحدة بصفتها ممثلة لمصر وهو كذب وخداع . وبدأت عملية تسجيل المنظمات الإخوانية فى جنيف منذ أوائل العالم الحالى وآخر تسجيل لمنظمة منها فى 9سبتمبر 2014 فى الغرفة التجارية السويسرية بجنيف ، وسوف تكشف الأيام المقبلة تسجيل منظمات أخرى فى عدة مدن سويسرية خاصة مدينة زيورخ لقربها من ألمانيا ، لأن القانون السويسرى يضع شروطا مبسطة لعملية التسجيل ، وكان يكتفى بمجرد رقم لصندوق بريد ومكان لايتجاوز 9أمتار لاعتماد المنظمة غير الحكومية ، بينما التنظيم الدولى للإخوان يستأجر لمنظماتهم مقار فى أغلى المناطق بسويسرا ، والتى تصل تكلفة الإيجار الشهرى بها مالايقل عن 60 ألف جنيه مصرى شهريا ، فضلا عن تكلفة حجز قاعات المؤتمرات والتى لاتقل عن 20 ألف جنيه مصرى فى المرة الواحدة للقاعة المتوسطة وهو مايدل على حجم التمويل الإخوانى لتلك الأنشطة بسويسرا. لكن اللافت للنظر أن الحكومة الفيدرالية السويسرية لم تكشف عن نياتها الحقيقة تجاه اعتراضات الجالية المصرية فى جنيف والسفارة والقنصلية المصرية على التصرفات المعادية لمصر من التنظيم الدولى ومنظماته ، بينما تعد فى كل مرة بأنها ستنظر لتك التصرفات إن كانت تخالف القانون السويسرى أو تحمل تجاوزات ، وبالتالى تطبق قاعدة الحرية القانونية للرأى والتعبير كأحد الحقوق المدنية والسياسية ، ويتم حفظ جميع شكاوى هذه الجهات ، مما جعل التبرم واضحا من قيادات الجالية المصرية بجنيف ، تجاه تجاهل شكواها مما يؤثر على أبناء الجالية المصرية فى سويسرا الذين توصلوا لتسجيل تحالفات الإخوان فى الغرفة التجارية بجنيف فى 9 سبتمبر الماضى. وبدأت قيادات الجالية المصرية وعلى رأسهم محمود فضل رئيس الجالية المصرية ومحمد شعير وأمين مسيحة وجمال حماد وأيمن نصرى أعضاء الجالية فى التعامل بحسم مع الوافدين الجدد من تنظيم الإخوان إلى جنيف والتدخل بأنفسهم للرد عليهم فى المؤتمرات والمظاهرات التى يعقدها تنظيم الإخوان ويستخدمونها فى تشويه صورة مصر بعد ثورة 30يونيو وضد الحكومة المصرية والإجراءات التى تتخذها وقد تمسك حافظ أبو سعده عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان خلال حضوره لمراجعة ملف مصر بألية الاستعراض الدورى الشامل لملفات الدول بالأممالمتحدة فى تحليله هذا الوضع بأن الإخوان مجرد ظاهرة صوتية لتضخيم كل شىء حولهم لدفع الآخرين للتعاطف معهم أوالذهاب إليهم للتنسيق معهم باعتبارهم قوة مؤثرة ، وهو نفس مايفعلونه سواء فى داخل مصر أو خارجها ، مما يتطلب اليقظة لهذه الطريقة فى التعامل على النطاق العام والدولى ، وسوف نواجههم داخل جنيف فى الفترة المقبلة بنفس سلاحهم من إنشاء مقر للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان بوسط جنيف للمشاركة فى أنشطة الأممالمتحدة والأنشطة الإعلامية بجنيف للرد على أى تشويه لطبيعة وحقيقة حالة وأوضاع حقوق الإنسان وتصرفات التنظيم الدولى للإخوان ومنظماته ضد مصر بعد أن نقلت جزءا من نشاطها لجنيف . وفور حدوث التشكيك العلنى من جانب أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان الذين حضروا جلسات مراجعة ملف مصر فى التقارير التى يصدرها التنظيم الدولى للجماعة والمنظمات الدولية لها فى جنيف وأوروبا ، ازدادت شراستهم بعد ذهاب أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان لنفس القاعة بمقر نادى الصحافة السويسرى وعقدهم مؤتمرا بالتعاون مع مركز بن خلدون أعقبها قيام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والمجلس القومى لحقوق الإنسان بعقد مؤتمر ثان ساخن داخل مقرالأممالمتحدة نفسه للرد على أكاذيب المنظمات الموالية لتنظيم الإخوان بجنيف وتضليلها للصحافة العالمية وتولت منى ذو الفقار وحافظ أبو سعده وناصر أمين وكمال الهلباوى تفنيدها وشرح أوضاع حقوق الإنسان الحقيقية فى مصر فى ظل تحديات مكافحة الإرهاب والعنف الذى يمارس من جماعة الإخوان وصراعها السياسى ضد الدولة المدنية المصرية ، لإسقاطها والوصول للسلطة مرة أخرى وليس للدفاع عن حقوق الإنسان المصرى الذين يسعون للتباكى عليها فى جنيف. وقد فوجئت منى ذو الفقار بأحد الصحفيين السويسريين يسألها عن أن النظام المصرى الحالى مدعوم من أمريكا ويتلقى معونات منها فنفت بشدة وأكدت أن ميزانية مصر من أموال شعب مصر وأمريكا لم تقدم دولارا لمصر منذ 30يونيو وأوقفت المساعدات وعطلت تسليم طائرات الأباتشى لمكافحة الإرهاب بسيناء وفعلت نفس الشىء دول أوروبية عديدة ، والنظام فى مصر انتخبه الشعب بأغلبية كاسحة تزيد عدة أضعاف على المشاركين فى انتخاب الإخوان قبل عام . مما دفع وزير الخارجية السابق محمد العرابى يقول بأعلى صوته إن التنظيم الدولى ومنظمات جماعة الإخوان يعيشون أكذوبة كبيرة ليظلوا يصدرون العنف والإرهاب على مستوى العالم من خلال تنظيمات إرهابية تحمل مسميات مختلفة ، حتى يظلوا موجودين على الساحة الدولية ويدخلوا تحالفات مع الدول الكبرى لتحقيق مصالحه ومصالحهم ، لكن مصر والنظام الحالى قادر على كسر شوكتهم وهزيمة إرهابهم وستظل سيناء نظيفة منهم ومن أعوانهم ، وهو نفس ماطرحه الدكتور كمال الهلباوى عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان والقيادى السابق بتنظيم الإخوان الدولى طيلة 20عاما بلندن فى أثناء حضوره داخل الأممالمتحدة للتصدى لتصرفات منظمات الإخوان وتصرفاتهم بأن الإخوان عاجزون عن تطبيق قواعد الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام الآخر ولا يؤمنون بها ويطالبون الآخرين والعالم بتطبيقها فى التعامل معهم ولفظهم الشعب المصرى بعد فشلهم فى الحكم ويريدون الآن أن يضغطوا دوليا لتشويه صورة مصر . وتوالت الأحداث بالغة الأهمية والصادمة لتنظيم الإخوان فرفضت منظمة الأممالمتحدة طلب الائتلاف الدولى للحقوق والحريات الذى ركز عليه الإخوان بكل قوتهم لحضور الاستعراض الدورى الشامل لحقوق الإنسان لملف مصر فى جنيف كمنظمة غير حكومية لعدم حصوله على الصفة الاستشارية بالأممالمتحدة ، ورفضت حجز قاعة له لعقد مؤتمر داخل الأممالمتحدة يتناول خلاله الملف الحقوقى المصرى ، ويحضره وزير العدل الأمريكى السابق رمزى كلارك ومحام بريطانى يتولى رفع قضايا لهم أمام المحكمة الجنائية الدولية وهو ماجعل ناصر أمين عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان يؤكد بأنه من الآن فصاعدا خلال الفترة المقبلة مع دخول مرور مصر حالة من الاستقرار والتصدى القوى للإرهاب ، سينتاب التنظيم الدولى للإخوان ومنظماته فى جنيف وأوروبا حالة السعار فى كل محفل دولى توجد فيه مصر، وسيحاولون تضليل الرأى العام الدولى عبر بيانات وتقارير مزورة كما فعلوها خلال مراجعة ملف مصر بمجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة وتم اكتشافها ، وعلينا ألا نقلق من مثل هذه الأفعال فمصيرها للزوال مهما طالت ، ومصر ستظل أقوى وأبقى .