لو يعلم صاحب القلم ، كم هو قادر على أن يؤذى مشاعراً ، ويُجرح قلوباً ، ويُشوه عقولاً ، ورُبما حتى أن يقتل نُفوساً وهى على قيد الحياة ، لبقى مُتضرعاً لله طوال حياته حتى يقيه شر ظنونه ، ويجنبه خطئ تحليلاته ، حتى لوكان يحمل فى طياتها حُسن نوايا ، ولايبغى من كلماته سوى إرضاء ضميره ، وخدمة وطنه ، والخير للبشر ! أقول هذا اليوم ، وأنا أكتب فى نفس المكان ، والموقع الذى كنت قد كتبت فيه منذ أسابيع قليلة ، عن الفنان "أحمد حلمى " ، وزوجته الفنانة "منى زكى" مُنتقداً أنهما قد فضلا إنجاب نجلهما الجديد " سليم" فى الولاياتالمتحدة ، ليحصل على الجنسية الأمريكية ، مثل غيره من أبناء العديد من الفنانين ، الذين يفضلون حصول أبناءهم على جنسيات أجنبية أخرى بإنجابهم لأبنائهم فى تلك البلاد ، والتى تحولت مؤخراً إلى ظاهرة بدت واضحة . اليوم ، وقد تكشفت الحقيقة بأن "أحمد حلمى" كان قد أخفى أن زوجته الفنانة منى زكى ، كانت مُصابة بفيروس نادر وأنها كانت تُعالج منه ، فى إحدى المستشفيات الأمريكية ، أثناء فترة حملها ، وأنها لهذا السبب قد أنجبت هُناك ، ثم يكتشف الإثنان أن " حلمى" مريض بالسرطان ، ويبقى هناك حتى يتم إستئصال الورم ، فإنه لايسعنى إلا أن أشعر بألم "الكاتب " عندما يكتشف ظُلم حروفه ، لإنسان كان يُغالب المرض ، ويُخفى أمام الناس آلامه ، وينتظر المصير المجهول ، وكلمة القدر فيه .. ثم يقرأ تحليلات تظلمه ، وتبعث فيه المزيد من الألم والدموع ! فى مقالى وكلماتى التى تحدثت فيه من أسابيع ، عن " جنسية " نجل أحمد حلمى ، ومنى زكى ، كنت أبعث رسالة لفنان ، أعرف أن نزعته الوطنية فى الكثير من أعماله كانت هى الغالبة عليه ، و هى لم تكن تذهب بعيداً عن ذلك فى تصريحاته ، ومواقفه السياسية .. ومن هنا كان تعجبى من موقفه وقتها. وقتها لم أكن أعرف أنى بحروفى كنت أنكأ فى قلبه مرارة ، وفى حلقه غُصة سوء الظن ، بينما يعيش هو فى ظلام ، مرض زوجته النادر، ويجلس إلى جوارها فى مستشفاها ، مُنتظراً شفاءها ، وإنجاب نجلهما فى نفس الوقت .. وبعد إنجاب الإبن " سليم " يكتشف حلمى أنه شخصياً مريضاً بالسرطان ! .. نعم يوم الجُمعة الماضى ، كان يوماً صعباً فى حياتى أنا ، وأنا أقرأ خبر مرض حلمى ومنى ، ومُلابسات وجودهما فى الولايات المُتحدة أثناء إنجابهما نجلهما ، وزاد ألمى عندما قرأت كلمات حلمى الأخيرة له قبل أن يدخل لإجراء العملية على "تويتر" ، وهو يقول "عشت حياتى متأملا، وعرفت أن للحياة جانب آخر مظلم، وعندما اكتشفت أننى أقف فيه، تألمت ..ولكننى لم أيأس، وازداد إصرارى على أن أكمل ما تبقى من الحياة متأملا للجانب المضيئ فى آلامى". هكذا كان يفكر أحمد حلمى ، وهكذا ظلمته بحروفى ، لذا وجب على اليوم أن أتقدم بإعتذار واجب أمام كل القراء للفنان المُبدع "أحمد حلمى" ، والفنانة التى طالما أمتعتنا بفنها "منى زكى " .. وليتهما يتقبلان الإعتذار !