ذكر المهندس أحمد بهاء شعبان رئيس الحزب الاشتراكى المصرى أن البرلمان المقبل لابد أن يعبر عن كل أطياف الشعب المصرى ، وأن يضع قضية العدالة الاجتماعية على عاتقه ، لكنه أبدى قلقه من تغول رأس المال السياسى وتشرذم القوى المدنية وتفتتها بما يمثل انتكاسة لثورتى يناير ويونيو ويعود بفلول النظامين اللذين أطاح الشعب المصرى بهما. وقال شعبان – - إن الإرهاب لن يحارب فقط بالحلول الأمنية وإنما لابد من تكاتف قوى الشعب جميعا ، وأنه حتى هذه اللحظة يرى التحالفات سائلة وبلا قوام، ولم تصل الى كيانات يمكن المراهنه عليها فى الانتخابات البرلمانية القادمة وأكثر الناس خسارة من هذا الوضع هى القوى المدنية والديمقراطية وستدخل المعركة الانتخابية وهى فى وضع لاتحسد عليه متنازعة الأهواء دون اتفاق على حد أدنى مطلوب وفى كل الحالات لن يتجاوز ربع المقاعد فى مجلس النواب القادم. وأضاف أن الحزب الاشتراكى المصرى يسعى لبناء تحالف مدنى وهناك مفاوضات مع التيار الديمقراطى وفى نفس الوقت اتخذنا قرارا واضحا اننا لن نشارك فى جبهات صغيرة لأنها لن تكون مؤثرة فى الأنتخابات القادمة ، وأنه فى حال الفشل فى تشكيل الجبهة الواحدة المأموله التى تعبر عن الكتلة المدنية فى المجتمع سنسعى الى مساندة من نراه جديرا بالوصول الى كرسى البرلمان بصرف النظر عن انتمائه الى هذه الكتله او تلك. وذكر أن البديل عن هذه التحالفات يعتمد على يقين لدى أن الثورة غيرت من وعى الجماهير الشعبية تغييرا كبيرا والناس الآن يجب أن تختار من تراه قادرا على تحقيق أحلامها فى التغيير دون النظر الى مكاسب مادية صغيره وهناك مستوى عال جدا من الوعى لدى الجماهير وتغيير حقيقى . وقال إن السبب فى عدم توحيد صفوفكم كأحزاب مدنية رغم نجاح هذه الأحزاب فى تكتل قوى قبل ثورة يونيو هو أنه بعد ثورة 30 يونيو اعتزلت الأحزاب السياسية العمل السياسى وكان هناك حراك سياسى وجهد قبل 30 يونيو ثم استقالت الأحزاب السياسية من السياسة بعد الثورة وعادت الى مقراتها وتركت الشارع السياسى لصراع ضار بين طرفى الدولة ممثلة فى الجيش والشرطة وبين جماعات الأرهاب السياسى من جهة أخرى و الظهير السياسى والفكرى الذى كان يجب أن تقدمه الأحزاب السياسية فى معركة الخلاص من الأرهاب ظل غائبا حتى هذه اللحظه. وأوضح أن المال السياسى سيلعب دورا خطيرا خاصة فى ظل قوانين الانتخابات الراهنة وشروط العملية الانتخابية ففى القوائم التقسيم لدائرتين كبيرتين ودائرتين صغيرتين ولن يقدر على تغطيتها إلا أصحاب الامكانيات المادية الضخمة والمنافسات الفردية وسيلعب رأس المال فيها دور اكبيرا والأن حزب النور يلعب نفس الدور يوزع اللحوم والسلع الغذائية والمدرسية بأسعار زهيدة وتتدفق الأموال بلاحساب على التيارات الدينية من أصولى الخليج وعلى بعض التيارات الليبرالية من الدول الغربية المانحة. وأضاف أن أهمية البرلمان القادم تكمن فى أنه مطالب بتحقيق العدالة الأجتماعية وهو الشعار الخالد لثورتى 25/30 رغم أن مفهوم العدالة مفهوم ملتبس وفى برامج جميع الأحزاب التى نشأت حديثا والأحزاب القديمة أيضا بما فيها حزب النور والحرية و العدالة لكن ماهى الأنحيازات الأجتماعية التى تقف خلف أجراءات تطبيق مفهوم العدالة الأجتماعية هذا أحد المحددات التى ستبرز من خلال البرلمان القادم توزيع السلطة والثروة الوطنية وقوانين التعددية والحريات وتقنين شكل المجتمع الجديد الذى ثرنا من أجله وإستعادة هيبة الدولة واموالها المنهوبة بالداخل والخارج كل هذه القضايا سيلعب البرلمان القادم دورا كبيرا فى تقريرها. وذكر أن أخطر مايواجه مصر الآن ليس الأزمة الاقتصادية و لا التحديات الخارجية و لا تهديد الإرهاب وإنما الشرخ الذى حدث بين قطاعات الشباب والدولة خاصة و ان جماعة الأرهاب السياسى لعبت على قطاعات من الشباب الذى شارك فى الثورة واستغلت حماسه وإنعدام خبراته السياسية فى اقناعه ان ماجرى فى 30 يونيو ليس ثورة شعبية ساندها الجيش كما نؤمن وانما انقلابا عسكري قفز الى السلطة عبر حركة الجماهير والشارع.