ما لن تخطئه عين متابعة لأهم محطات التاريخ المصرى الحديث، ابتداء من عهد أسرة محمد على وحتى يومنا هذا، هو أن قناة السويس هى القاسم المشترك بين هذه المراحل كافة ... بداية من كونها ركيزة النهضة الحديثة، ومرورا باستخدامها كسلاح لاسترداد الكرامة المغتصبة.. وصولا إلى حرب أكتوبر المجيدة، التى كانت القناة شريكة فى الانتصار وشاهدة عليه. وإلى يومنا هذا مازالت القناة- التى ستلحق بها قناة أخرى قريبا- تعد أبناء مصر بأن تكون وليدتها الجديدة صرحا يبنى عليه المصريون مستقبلا لا يقل مجدا عن ماضيهم. الصحافة المصرية القومية؛ متمثلة فى الأهرام والأخبار والجمهورية، أرشفت ووثقت كل هذه الأحداث لحظة بلحظة.. حتى أصبحت صور مانشيتات هذه الصحف فى حد ذاتها كتاب تاريخ يحكى حكاية القناة فى عناوين حمراء بالخط الكبير، تعكس كلها معانى التحدى والانتصار والكرامة واستشراف مستقبل أفضل لمصر ومن هذه «المانشيتات» فى الأهرام نقرأ:" تأميم شركة قناة السويس".. و"أموالنا وحقوقنا ردت إلينا"..و"قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف" .. وفى الأخبار " عبرنا القناة ورفعنا العلم" وجمال عبد الناصر يعلن تأميم شركة القناة".