أنا الأخ الأكبر لأشقاء زوجة كاتب رسالة «الكرسى المتحرك» التى شكا لك فيها من تصرفنا معه بعد رحيل أختى، والتى كان قد سجل لها الفيلا التى يملكها نظرا لأنهما لم ينجبا، وانه فعل ذلك بناء على رغبتهما، حيث كان فى مرض شديد، وكانت إرادة الله فوق كل شىء إذ ماتت أختى، بينما أتم الله شفاءه، فهو سبحانه وتعالى يصرف الأمور كيف يشاء، والحقيقة أننى كنت فى مهمة عمل بالخارج عندما طالبه أخوتى بالفعل بما يمسونه ميراث أختنا، ولم يخبرونى بما أقدموا عليه، وكانت مفاجأة كبرى لى أن أقرأ الحكاية بشىء من التفصيل فى بريد الجمعة الذى نتابعه جميعا بانتظام، فاتصلت بإخوتى على الفور، وعلا صوتى عليهم، فما يطالبون به ليس لنا حق فيه، وحتى إذا أخذناه، رغما عنه وفقا للأوراق المسجلة، فبماذا سنبرر يوم القيامة ما أخذناه عنوة وبغير حق.. وجمعتهم، وذهبنا سويا إلى منزل زوج أختى الراحلة، فاستقبلنا الرجل بترحاب شديد، وفهم على الفور اننا قرأنا الرسالة، ولم يفاتحنا فى شىء، لكن بادرت بالاعتذار له عن أى سوء فهم، وقلت له إننا على استعداد للتنازل رسميا عن كل ما يسمى «حقا لنا فيه»، ووعدناه أن جسور المودة سوف تتواصل بيننا، وانه يستطيع أن يختار من عائلتنا زوجة مناسبة له، أو أى زوجة يرغب فى الارتباط بها وسوف تكون لنا أختا ثانية، وستظل مكانته فى قلوبنا إلى نهاية العمر بإذن الله، ولك كل التقدير على تبنيك هذه المشكلة، وهذا التحليل الموفق لجوانب الأزمة التى تعرض لها. ولكاتب هذه الرسالة أقول: أحيى موقفك الرائع من المشكلة التى أثارها أخوتك بهذا الطلب الغريب من رجل ذاق الأمرين فى حياته، وبدلا من الوقوف بجانبه ومساندته، إذا بهم يحاولون خطف الفيلا التى يسكنها الرجل، وطرده إلى الشارع، فأى عقل وأى دين يقول ذلك ياسيدى؟ لقد أصبت بصنيعك الجميل، بشرح المشكلة وأبعادها لأشقائك ثم له، وأرجو أن تواصل علاقتك به، فرجل مثله كنز كبير ينبغى الحفاظ عليه، ويكفيه القناعة والرضا بما قسمه الله.. وإنى على يقين بأن الأيام المقبلة سيشهد فيها استقرارا عائليا، وسوف يرزقه الله بزوجة تستحقه، وتواصل معه مشوار الحياة بنفس راضية وقلب مطمئن. ولقد تأثر قراء بريد الجمعة بما تعرض له كاتب الرسالة وجاءتنى عروض كثيرة للزواج منه، وطلبت قارئة فاضلة استضافته فى شاليه من الشاليهات التي تملكها بالإسكندرية، وكلها عروض مشكورة وأسال الله له التوفيق والسداد.