لماذا لا نستفيد من قش الأرز بدلا من المعاناة المتكررة من السحابة السوداء التى تهل علينا سنويا نتيجة حرق هذا القش الذى يمكن أن نحوله إلى فائدة، بل فوائد عظيمة؟ فإلى جانب إمكان الاستفادة ببعض هذا القش فى صناعات نحتاج إليها مثل تصنيع الورق والخشب الحبيبي، وإنتاج الطاقة من خلال عملية التحلل التى ينتج عنها البيوجاز، يمكن استخدامه للتوسع فى زراعة عيش الغراب (المشروم) على الأرفف البلاستيكية، حيث إنه المادة الأنسب التى ينمو عليها هذا الفطر، حيث لا يحتاج إلا لكميات قليلة من المياه، وهو غذاء صحى ويمكن تصديره للأسواق المحلية والعالمية فى مختلف صوره، كالمجفف، أو المعلب وغيرها من أشكال التعبئة والتغليف التى يمكن أن تصبح غذاء بديلا للبروتين الحيوانى إذا توافرت بأسعار مخفضة. أما أهم وأعظم الفوائد فيمكن الحصول عليها من استحداث الطلب عليه من جهة أو عدة جهات تقوم باستخدامه فى نشاط يدر عليها دخلا فتبحث هى عنه، وتتحمل تكلفة الجمع من الفلاح والنقل إلى مواقع الاستخدام التى نقترح أن تكون مساحات من الظهير الصحراوى للتجمعات الريفية والحضرية المصرية، حيث يمكن أن تقوم شركات جمع المخلفات الصلبة من هذه التجمعات العمرانية باستخدام المخلفات العضوية، والمخلفات النباتية مثل قش الأرز، وأنواع أخرى حسب الإنتاج الزراعى السائد فى المنطقة أو الإقليم الجغرافي، وتقوم بوضعها على أعماق معينة تحت الأرض بأسلوب الكمر اللاهوائي، مما يساعد على تثبيت التربة الرملية الصحراوية، ويرفع من درجة خصوبتها بدرجة تسمح بزراعتها ببعض الحشائش ونباتات وأشجار الزينة، فتتحول هذه المناطق التى يتم تخصيصها لها إلى مساحات خضراء تحمى التجمعات العمرانية من الأتربة، ومن زحف الرمال، ومن احتمالات نشوء مناطق عشوائية حول هذه التجمعات العمرانية الحضرية أو الريفية، وذلك بالتنسيق مع المحليات، وهيئة التخطيط العمرانى لإيجاد أحزمة خضراء مخططة ومقننة. وتحصل شركات جمع المخلفات الصلبة فى هذه الحالة على موارد مالية من ثلاث جهات، أولها من خلال تحصيل اشتراكات جمع القمامة من الأفراد والمكاتب والوحدات الإدارية، ثم تحصل على مورد آخر من خلال ببيع المكونات التى يتم بعد الفرز بيعها أو تدويرها مثل البلاستيك، والزجاج، والأقمشة، والأخشاب، والمعادن، ثم تحصل على مورد ثالث من استغلال المسطحات الخضراء التى تقوم بإنشائها فى الظهير الصحراوي، وتديرها فى شكل حدائق تحصل على رسوم لاستخدامها من الجمهور، كما تقوم بتحصيل إيجارات من الكافتيريات والمطاعم والأنشطة الأخرى الترفيهية التى تؤجر لهم مساحات بداخل هذه الحدائق التى نشأت فى الظهير الصحراي، لتصبح متنفسا للكثير من أفراد الشعب الذين لا تتحمل إمكاناتهم الاشتراك فى الأندية الخاصة التى ارتفعت اشتراكاتها بنسب عالية، وأصبحت فوق قدرة الكثيرين. مهندس معمارى سامى على محمد كامل أستاذ م. بهندسة المطرية جامعة حلوان