يطالع المرء يوميا صفحة الوفيات ب«الأهرام» فقد يجد فيها اسما لمتوفى يعرفه أو يعرف أحدا من أقاربه، وذلك حتى يمكنه القيام بواجب العزاء سواء بإرسال برقية أو حضور الجنازة، أو الاضطرار «ودون اقتناع»، إلى الذهاب ليلا إلى السرادق المذكور فى النعى المنشور، ليجده وقد اكتظ بالحضور، واختلط فيه الحابل بالنابل وهم يتصافحون ويقبل بعضهم البعض، ويتحادثون، بينما المقرئ يتلو آيات الذكر الحكيم؟ ولفت نظرى أخيرا عدة حالات. أوصى فيها المتوفى أو المتوفاة بأن يقتصر العزاء على تشييع الجنازة، ومن هذه الحالات على سبيل المثال، وصية المرحوم السيد عمر عبد الآخر محافظ القاهرة الأسبق وقبلها كان محافظا للجيزة، كما كان يشغل من قبل محافظا للقليوبية، وكان رحمه الله من اكفأ رجال وقيادات الإدارة والحكم المحلى وكان يحظى بشعبية وتقدير من العاملين والمرءوسين، وكان فى شبابه من الضباط الأحرار فى ثورة يوليو 1952، وهو عميد لعائلة من كبرى عائلات الصعيد المرموقة. وأيضا وصية المرحوم الأستاذ الدكتور نعمان جمعة، وهو عالم بارز من اعلام القانون والعمل السياسى الوطني، وتتلمذ على يديه الكثيرون من رجال القانون والقضاء والسياسة، كما كان رئيسا لحزب الوفد العريق خلفا لعملاق الحزب المرحوم فؤاد سراج الدين باشا. وبالمثل وصية السيدة المرحومة حرم المرحوم بدر الدين أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، ووالدة الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق والأستاذ بجامعة القاهرة. ومن الجلى ان الحالات الثلاث المذكورة كان فى مقدور أسرهم إقامة السرادقات وقد تلألأت فيها الثرايا المضيئة المبهرة ليس فقط بعد تشييع الجنازة، بل أيضا فى ذكرى الأربعين، وكل عام فى الذكرى السنوية للمتوفين رحمهم الله.وبذكر السرادقات ومايترتب عليها من تفاقم للأزمة المرورية الخانقة، فى المناطق المحيطة بمكان العزاء وعلى سبيل المثال حول جامع عمر مكرم، وجامع الحامدية الشاذلية، وجامع عمر بن عبد العزيز بجوار نادى هليوبوليس، فكم يتمنى المرء من رجال الدين والاعلام ان يدلوا بدلوهم ويركزوا على توضيح مدى علاقة تلقى العزاء بعد تشييع الجنازة،بالشرائع الدينية. جلال إبراهيم عبد الهادي مصر الجديدة