بدأت عناصر القوات المسلحة التابعة الجيش الثانى الميدانى والوحدات الخاصة أولى عمليات الهجوم البرى لمهاجمة أوكار الإرهابين بصحراء سيناء وبعض المناطق الوعرة بجبال شمال ووسط سيناء والمزارع الداخلية بمنطقة الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء لملاحقة العناصر التكفيرية التى تحتمى بالجبال تحت غطاء طائرات الأباتشي، أسفرت عن القبض على عدد من العناصر المشتبه بها. كما واصلت عناصر التأمين تشديد إجراءاتها الأمنية بالكمائن ونقاط التفتيش لمنع تسلل العناصر التكفيرية والمطلوبين جنائيا، والقبض على العناصر المشتبه فى تنفيذهم عمليات ضد القوات المسلحة والشرطة. وأكد مصدر امنى ان العمليات بدأت الهجوم فى اول ضوء من صباح أمس، وأكد أن المداهمات كشفت عن أسلوب اختفاء العناصر الارهابية والاجرامية، وأن بعضهم قام بإنشاء خنادق وأنفاق «داخلية» للإقامة بها. وأشار إلى أنه تم تدمير 17 بؤرة إرهابية بهذه المناطق متمثلة فى عشش وبعض الخنادق الارضية التى يحتمون بها، وأكد سقوط عدد من القتلى فى صفوف الإرهابيين سيتم الاعلان عنهم قريبا، وأن عمليات الاجتياح البرى مستمرة بكافة المناطق الصحراوية والوعرة. وفى سياق متصل اكد مصدر عسكرى أن أجهزة الأمن تمكنت من تفكيك 3 عبوات ناسفة زرعت على الطريق الدولى برفح والشيخ زويد وقام خبراء المفرقعات بابطال مفعولها. وعلمت «الاهرام» أنه تم القبض على موظف كبير بمجلس مدينة العريش للتحقيق معه فى وقائع تخص الأمن العام بسيناء، ويذكر ان احد قيادات الاخوان فى عهد الرئيس السابق مرسى هو من كان يشغل منصب رئيس مجلس المدينة وترجح التحريات تورط الموظف مع جماعة الاخوان. من ناحية أخرى أكد مشايخ سيناء تمسكهم بالحفاظ على أمن مصر مهما كلفهم الأمر وأن جميع أبناء سيناء لايمانعون فى تقديم أى شئ يخدم أمن مصر، حتى لو كانت حياتهم، وقال الشيخ عيسى الخرافين شيخ إحدى القبائل: نطالب ببعض المطالب التى لاتؤثر على امن مصر وسلامتها ومنها ضرورة مراجعة السيد رئيس الوزراء فى القرار الذى اتخذة بعدم البناء على مسافة 5 كيلومترات على الحدود برفح، وأوضح الخرافين أن هذا القرار سيدمر مئات الافدنة من الفواكه والخوخ والكنتالوب المزروعة بسيناء فضلا عن أن هذا لن يحقق كثيرا من الامن خاصة ان مسافة ال 500 متر كافية تماما لتحقيق هذا البعد الامنى ويمنع تسلل كل العناصر الارهابية بسيناء، وقال الخرافين ان المجلس المتخصص بالرئاسة وعدهم بسرعة دراسة مطالبهم وعرضها على السيد الرئيس فى اقرب وقت ممكن. «الأهرام» تتجول فى الحظر 14 ساعة يوميا هى فترة خدمتهم خلال تطبيق قرار حظر التجوال بمدينة العريش، لا يتركون شاردة ولا واردة الا واستوقفوها بكل سرعة حزم.. «إحنا بنحارب عدو خسيس لا يعرف دين ولا أخلاق.. ومش هنرجع بيوتنا الا بعد تطهير البلد، وطمنوا أهالينا.. يا إما هنرجع منتصرين أو شهداء».. تخرج الكلمات من المجند «الشرقاوي» الذى يقضى الشهر الأخير من فترة خدمته بنبرة قوية تجسد احساسا بالثقة شعرنا به عندما تحدثنا مع أفراد قوة الشرطة المتحركة التى تجوب شوارع المدينة طولا وعرضا بحثا عن أية عناصر إجرامية تسعى الى زرع الخوف فى قلوب المصريين أو زعزعة ثقتهم فى أنفسهم وفى قواتهم المسلحة. القيادات الأمنية بالمحافظة سمحت للأهرام بقضاء ليلة كاملة بين الضباط والجنود، جبنا فيها الشوارع داخل المدرعات المصفحة، تعرفنا خلالها على رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يبذلون الجهد والعرق والدم فى سبيل تحقيق الأمن للوطن والمواطن.. «الناس متعاونة جدا معانا ومتفهمين الظرف اللى البلد بتمر بيه، وعارفين إن القرارات دى الهدف منها مصلحتهم مش التضييق عليهم».. هكذا تحدث أحد الضباط عندما سألناه عن شعور أهالى المدن التى يطبق فيها الحظر وهى العريش ورفح والشيخ زويد، وقال أن الأهالى تعودوا على مواعيد الحظر وتأقلموا معها، وأن القيادات الأمنية تتفهم جيدا احتمال حدوث ظروف طارئة، ونستثنى سيارات الإسعاف التى تنقل الحالات الطارئة الى مستشفى العريش العام، وكذلك نسمح للصيدليات الموجودة داخل التجمعات السكنية بالعمل 24 ساعة. «مشكلة الإرهاب فى سيناء لن تنتهى فى يوم أو ليلة، وبعد عشرات السنين من اهمالها إحنا اللى بنتحاسب عليها دلوقتى وبنموت فى سبيل تنضيفها»، ويستطرد الملازم أول الذى بدأ أمس الأول فقط خدمته بالمحافظة ضمن التعزيزات التى أرسلها الجيش الثانى الميداني: »أسرتى متعرفش انى فى العريش.. مقلتلهمش علشان مايقلقوش، وانا مش أحسن من زمايلنا اللى راحوا قبلنا، بالعكس، انا بدعى ربنا فى كل صلاة إنى أنال شرف الشهادة وأنا بدافع عن وطني، ونفسى الناس اللى بتشكك فى وطنيتنا يجربوا يقفوا مكاننا ولو ليوم واحد وساعتها هيعرفوا قد إيه إحنا بنحب البلد دى ومش خايفين من الموت فى سبيل تطهيرها».. قائد القوة الأمنية - الذى رفض الإشارة الى اسمه - أكد أنه لم ترصد أية خروقات من المواطنين للحظر على مدار الأيام الأربعة الأخيرة، ولم يتم القبض على حالة خرق واحدة، وأرجع هذا الى وجود حالة من التفهم من المواطنين، وقال ان أهالى شمال سيناء يتمتعون بحس عال للأمن القومى ويقدمون كل المساعدات الممكنة لقوات التأمين التابعة للداخلية للقوات المسلحة لتسهيل الوصول إلى أى عناصر إجرامية دخيلة، الأمر الذى يسهم بشكل كبير فى إحباط عشرات العمليات الإرهابية وشدد على أنه لولا وجود هؤلاء الشرفاء من أبناء الوطن لما تمكنا وحدنا من مجابهة من وصفهم ب«حفافيش الظلام». تعويضات.. لا شراء اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، قال إن مبالغ التعويضات التى يتم صرفها لمن تم إخلاء منازلهم، فى سبيل إخلاء الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة، لم تحدده الدولة ولكن تم تحديده وفقا لأسعار السوق بالمنطقة وأن اللجنة التى تم تشكيلها من المحافظة والممثلين عن السكان هى التى استقرت على قيمة هذه التعويضات، لافتا إلى أن تدمير القوات المسلحة للأنفاق ساهم فى تخفيض ثمن العقارات بالمنطقة. وأوضح أن الدولة تقدم تعويضات لأهالى رفح عن منازلهم ولا تشترى الأراضى منهم، لأن الأراضى التى تقع عليها تلك المنازل هى فى الأساس أراضى أملاك دولة وليست أراضيهم. وأشاد المحافظ فى تصريحات صحفية بمطالب الأهالى بإنشاء مدينة جديدة لهم فى رفح، وقال إن هذا المطلب يؤكد تمسكهم بهويتهم ويدل على وطنيتهم، وأشار إلى أن هناك العديد من الشائعات التى ترددت حول المنطقة التى سيتم إخلاؤها، ولكن الدولة تثق فى وعى أهالى سيناء، موضحا أن إجمالى التعويضات التى تم طرحها لأهالى »رفح« حتى الآن بلغ 30 مليون جنيه.