عقد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اجتماعا موسعا بمشيخة الأزهر، هو الأول من نوعه منذ صدور قرار رئيس الجمهورية بإنشاء بيت الزكاة والصدقات المصري الذي يهدف إلى تلقِّي أموال الزكوات والصدقات وصرفها في مصارفها الشرعية، بإشراف الأزهر الشريف. وذلك للتشاور حول التشكيل النهائي لمجلس أمناء بيت الزكاة، وسبل وضع إستراتيجية للعمل تضمن الشفافية الكاملة لتلقى الزكاة والصدقات وتوزيعها ومصارفها. وشارك في الاجتماع الدكاترة أشرف العربي وزير التخطيط، ومحمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وعباس شومان وكيل الأزهر، والمستشار محمد عبدالسلام المستشار التشريعي والقانوني للطيب. وأكد الطيب، أن بيت الزكاة مال خاص وخالص للشعب المصري، يهدف إلى توفير احتياجات الفقراء والعمل على تحسين بعض الخدمات الضرورية لهم وتوفير فرص عمل للشباب غير القادرين، ويتمتع باستقلالية تامة عن أى هيئة أو مؤسسة حكومية أو أهلية حتى يكون توجهه الدائم لصالح الشعب وخدمة الفقراء. وأوضح الطيب أنه سيتم اختيار الشخصيات الوطنية المرشحة لعضوية مجلس الأمناء انطلاقا من خبرتهم وجهودهم في العمل الخيري والكفاءة في أداء هذه المهمة، وأن العمل في مجلس الأمناء تطوعي دون أي مقابل مادي. كما عبر شيخ الأزهر عن اعتقاده بأن نجاح هذا الكيان سيلبىاحتياجات وآمال وتطلعات الكثير من الفقراء الذين يعيش بينهم ويشعر بآلامهم. وعلمت «الأهرام» أن أبرز الأسماء والهيئات المرشحة لعضوية مجلس الأمناء، الدكاترة فاروق العقدة محافظ البنك المركزي السابق، وفايزة أبو النجا، وشوقي علام مفتي الجمهورية، ومختار جمعة وزير الأوقاف، وممتاز السعيد وزير المالية الأسبق، ومؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية بالإمارات، وبيت الزكاة الكويتي. وعدد من رجل الأعمال المصريين والعرب من أبرزهم نيازى سلام ومنصور عامر وعبد الرحمن شربتلى والمؤسسة الملكية الخيرية بالبحرين. كما يضم مجلس الأمناء في تشكيله هيئة شرعية لصرف أموال الزكاة تضم في عضويتها الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، وعددا من كبار الفقهاء الأزهريين. ويجرى حاليا التشاور حول الأمين العام والأمناء المساعدين. وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يولى اهتماما كبيرا بمشروع بيت الزكاة وتوفير الإمكانيات لبدء العمل به، وانه تم الاتصال بوزارة الإسكان لتوفير المبنى والمكان الملائم واللائق. من ناحية أخرى قرر الطيب تنظيم ملتقي الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب في الرابع من ديسمبر القادم. لإعلان كلمة العلماء وموقف الأزهر من ظواهر العنف والإرهاب وتحديد المفاهيم الملتبسة التي تستخدم في أغراض السياسة والترويج لمفاهيم الجهاد والخلافة والدولة الإسلامية والاستغلال السياسي للدين. ومن المقرر أن يدعى للمشاركة في الملتقى عدد من الشخصيات المسيحية الشرقية والدبلوماسيين العرب والأجانب للاستماع إلى كلمة علماء الأزهر حول هذه القضايا وإعلان براءة الإسلام من هذه التصرفات وتوضيح دور الغرب في معالجة هذه القضايا. وقال شومان، إن الملتقى سيجمع علماء المسلمين البارزين من كل الدول، بعيدا عن السياسة والحزبية، ورحب بمشاركة جميع التيارات المعتدلة غير المسيسة في ضيافة الأزهر الشريف وشيخه. كما يشارك في أعمال الملتقي ممثلون من المسيحيين يمثلون كل التوجهات، ليعلنوا من الأزهر الشريف نبذهم للعنف والإرهاب، والتبرؤ من المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش».