فى تطور لافت ، وإذعانا للضغوط الأمريكية، وافقت تركيا على فتح ممر لانتقال الميليشيات الكردية المسلحة «البشمركة» من شمال العراق إلى مدينة «عين العرب» السورية عبر أراضيها بهدف التصدى لهجمات تنظيم داعش التى تحاول السيطرة على المدينة ذات الغالبية الكردية. وأشارت صحيفة «ميلليت» التركية إلى أن طائرات الشحن الأمريكية طراز سى – 130 أسقطت إمدادات عسكرية وذخائر ومواد طبية تزن 24 طنا للمقاتلين الأكراد من أعضاء حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردى السورى الذين يقاتلون منذ 34 يوما ضد تنظيم داعش. وأكدت الصحيفة أن ممر عبور قوات البشمركة سيكون من خلال المعابر الحدودية وعلى شكل مجاميع كل مجموعة تضم 50 مقاتلا من إجمالى ألفى مقاتل بالفترة الحالية، وقد يرتفع هذا الرقم خلال الأيام القادمة حسب التطورات الحاصلة على الأرض. وأضافت أن ممر البشمركة سيبدأ من زاخو العراقية ثم إلى بلدة سيلوبى التابعة لمحافظة شرناق ومنها إلى بلدة سوروج التى تقع فى فضاء أورفا جنوب البلاد ومنها إلى مدينة عين العرب. وكان وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو سبق أن أعلن فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع نظيره التونسى فى العاصمة أنقرة قبل يومين عن مساعدة تركيا البشمركة على عبور الحدود للتوجه إلى “عين العرب” لمحاربة تنظيم داعش دون تقديم أى تفاصيل عن الموضوع. من جانب آخر، أشارت صحيفة “جمهورييت” تحت عنوان “سقطت حكومة العدالة والتنمية .. ولن تسقط عين العرب” إلى ما كان قد أعلنه رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان خلال خطابه باليوم الثانى لعيد الأضحى فى هاتاى عن قرب سقوط مدينة “عين العرب” خلال يوم أو يومين ، حيث قالت الصحيفة : “ولكننا نرى اليوم أن سياسة حكومة العدالة والتنمية هى التى سقطت وليس عين العرب”. ونوهت الصحيفة إلى تصريحاته على متن طائرته الرئاسية الخاصة عقب زيارته لأفغانستان، وفيها رفض بشدة تسليح المقاتلين الأكراد السوريين ، وأكد أن الاتحاد الديمقراطى السورى يعد منظمة إرهابية وامتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستاني. وأضاف أنه لا يمكن أن يتوقع أحد أن توافق تركيا على إمدادات الأسلحة للأكراد فى سوريا. وأضافت أن أردوغان غير سياسته 180 درجة خلال ليلة واحدة بعد المكالمة الهاتفية التى أجراها الرئيس الأمريكى باراك أوباما له أمس الأول، ووافق فورا على فتح ممر وانتقال البشمركة من شمال العراق إلى مدينة عين العرب السورية عبر الأراضى التركية ، فضلا عن تغيير سياسة رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو خلال عدة ساعات بعد تلقيه تعليمات من الرئيس أردوغان بعد أن كان يرفض تماما فتح ممر إلى عين العرب عبر تركيا وتسليح الأكراد السوريين ، لأن تلك الأسلحة قد تنتقل آلة أعضاء منظمة حزب العمال الكردستانى فى المستقبل القريب. فى سياق متصل، نفى مسئولو وزارة الخارجية التركية استخدام المجال الجوى التركى فى عمليات إلقاء طائرات الشحن الأمريكية طراز “سى –130” الإمدادات الجوية للأكراد السوريين فى عين العرب. وأكدت صحيفة “راديكال” أن أنقرة رفضت طلب إدارة شمال العراق بصدد انتقال البشمركة جوا من مطار أربيل إلى مطار أورفة ومن ثم إلى مدينة “عين العرب” السورية، مشيرة إلى أن الضباط الأتراك سيشرفون على عملية انتقال البشمركة ، وقالت إن تركيا وافقت على انتقال البشمركة بعد تدخل جهاز المخابرات التركى وإجرائه اتصالات وتوصله لاتفاق بين أكراد العراق وسوريا بصدد عملية الانتقال عبر الأراضى التركية. على صعيد آخر، كشفت صحيفة “حريت”عن أن عبد الله أوجلان زعيم منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية لا يقبع بغرفة واحدة داخل محبسه بجزيرة إيمرالى ببحر مرمرة غرب تركيا بل لديه غرفتين كبيرتين ودورة مياه ، بالإضافة إلى حديقة صغيرة. وأضافت الصحيفة أن المكان الذى سبق وأودع فيه منذ القبض عليه فى فبراير 1999، أعيد ترميمه وهو ما تطلب نقله إلى مكان آخر، منوهة إلى أن أوجلان قام برفقة الوفد الكردي، الذى زاره للتشاور حول مسار عملية مفاوضات السلام مع الحكومة التركية. وعن طبيعة إقامة أوجلان داخل السجن، نقلت الصحيفة عن نائب رئيس الوزراء يالتشين أكدوغان قوله إن الحكومة تقوم بتحسين ظروف سجن الزعيم الكردى وفقا لمسار عملية المفاوضات الجارية، وتتخذ ما يلزم إزاء ذلك، فى حين أشار وزير الداخلية أفكان علاء إلى أن الحكومة تتخذ كل الخطوات اللازمة من أجل إتمام مفاوضات السلام، وإن كان لابد من اتخاذ خطوة كهذه تحسين ظروف أوجلان داخل السجن فإن الحكومة ستتخذها، حسب قوله. وتساءلت حريت : “هل التصريحات الحكومية هذه هى بمثابة تمهيد لإخضاع أوجلان للإقامة الجبرية فى أحد المنازل بدلاً عن السجن إذا سارت مفاوضات السلام وفقًا لما يخطط له”؟