توصل فريق من الأطباء بكلية الطب بجامعة جنوب كارولينا إلي وسيلة تشخيصية جديدة يمكنها كشف وتقويم الانخفاض في مستويات الحديد بالمخ عند الأطفال الذين يعانون من مرض فرط الحركة، وتدني مستوي التحصيل الدراسي، وذلك عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي. وأوضح الباحثون الأمريكيون إمكان أن تساعد هذه الطريقة كلا من الأطباء والأباء في اتخاذ القرارات الصحيحةص بشأن علاج أبنائهم. وتؤثر العقاقير المنبهة التي تستخدم في علاج مرض فرط الحركة عند الأطفال علي مستوي الموصل الكيماوي العصبي "دوبامين"، لأن الحديد - كما أوضحت الدكتورة فيتريا أدسيتيو بكلية الطب جامعة كليفورنيا- يكون مطلوبا لتصنيع الدوبامين. ويُعد التصوير بالرنين المغناطيسي وسيلة غير تداخلية وغير مباشرة لتقييم مستويات الحديد في المخ. وإذا ما تأكدت هذه النتائج في عدد من الدراسات علي نطاق أوسع، فمن الممكن أن تساعد – كما تقول الدكتورة فيتريا - في تحسين نتائج تشخيص وعلاج مرض فرط الحركة، إذ تسمح هذه التقنية للباحثين بقياس مستويات الدوبامين بدون حقن المريض بمواد لتحسين صورة الرنين. وتشمل أعراض فرط الحركة صعوبة التحصيل الدراسي وقلة الانتباه. وتشير تقارير جمعية الطب النفسي الأمريكية إلي أن مرض فرط الحركة يصيب ما بين 3 إلي 7 % من أطفال المدارس. وتمت مناقشة نتائج هذا البحث قي المؤتمر السنوي لجمعية الآشعة الذي عقد بشيكاغو. وفي هذه الدراسة تم مقارنة صورة الرنين المأخوذة لقياس مستويات الحديد بأمخاخ 22 طفلا بين 13 إلي 18 سنة ممن يعانون فرط الحركة ومقارنتها بالصور الملتقطة ل 27 طفلا كعينة ضابطة من غير المصابين بذلك المرض. وكشفت الفحوص أن الأطفال الإثني عشر الذين لم يعالجوا قط بالعقاقير النفسية المنبهة مثل عقار ريتالين كانوا يعانون من انخفاض في مستويات الحديد مقارنة بمن تلقوا العلاج بالعقار المذكور، وكذلك بالمجموعة الضابطة. وقد بدت مستويات الحديد المنخفضة لدي المصابين بفرط الحركة طبيعية لدي المرضي الذين لم يأخذوا العقاقير المنبهة بعد تعاطيهم للعلاجات الدوائية، علما بأن تحليل الدم لم يكشف عن فروق ذات دلالة بشأن مستويات الحديد في المخ مما يؤكد فاعلية التقنية الجديدة.