قبل اكثر من شهرين كلف حيدر العبادى بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وسط موجة من التفاؤل الاقليمى والداخلى بالرجل الذى جاء فى وقت يقف فيه العراق والمنطقة على المحك مع تزايد فية وشراشه تنظيم "داعش " الارهابى الذى سيطر ويسطر على اجزاء كبيرة من العراق وسوريا ، ومع تولى العبادى انحسرت الى حد ما نجاحات التنظيم الارهابى الذى يستهدف جميع المكونات العراقية بلا استثناء الا ان التنظيم عاد الى تحقيق انتصارات على الارض لاسباب تتعلق بتزايد قدراته العسكرية والمنضمين اليه من عناصر اجنبية وعراقية ، وحسبالكثير من المصادر فان عملية تشكيل الحكومة الجديدة واختيار الوزراء الذى استغرق وقتا طويلا ،والاستغراق فى توزيع الوزرات فى ظل هجمة " داعش" ساعد فى تمدد التظيم فضلا عن ان نفس الرؤية القديمة للدولة والمجتمع العراق مازالت تحكم العملية السياسية فى العراق بما يسمى بالطائفية السياسية وهو الامر الذى يستغله "داعش" جيدا، وكشفت عنه الخلافات والتجاذبات بشان اخيتار وزيرى الدفاع والداخلية والتاخر فى تسميتهما رغم التطورات الامنية الرهبية على الارض، يضاف الى ذلك فان مايسمى بالحشد الشعبى وهو الاسم المخفف للمليشيات الطائفية قامت وتقوم بجرائم ضد الابرياء من المدنيين السنة فى المناطق التى دخلتها وتدخلها وهو الامر الذى اعلنه منظمة العفو الدولية قبل ايام ، بالرغم من الجميع يعلم ان هذه الجرائم كانت ومازالت مستمرة ليس فى المناطق التى تدخلها تلك المليشيات عقب تطهيرها من "داعش" بل فى منطلق مستقرة فى الجنوب العراقى وتحديدا فى البصرة وغيرها من المدن ، وهو الامر الذى ادى الى تراجع كبير فى التفاؤل بشان قدرة العبادي على لجم تلك المليشيات فى الاوساط السنية التى قاتلت وتقاتل " داعش" وجعلها تقف فى مواجهة الجميع ولعل ذلك يفسر التقدم والسيطرة التى حققها التنظيم الارهابى فى الانبار ومحيط بغداد ، ان قدرة العبادى على تحقيق اصطفاف وطنى كانت ومازالت مرهونه بلجم التطرف والارهاب شيعيا كان ام سنيا ،خاصة وان الجميع يعلم ان الرجل خرج من رحمويمثل حزب الدعوة ذو المرجعية الشيعية ، ورغم ان الوقت لا بنظر احدا وتحركات "داعش " لا تتوقف فان العبادى مطالب بحسم امره فى الكثير من القضاء وليس اثارة الخلافات مع اى طرف كرديا كان ام عربيا والاهم هو احكام المهنية والحرفية على الاجهزة الامنية من خلاله بالتخلص من تلك العناصر الطائفية الفاسدة التى كانت وراء تهييئه البيئة لاحتضان "داعش" ثم سقوط الموصل فى العاشر من يونيو الماضى و تهريب السلاح الحديث الى يد التنظيم من ضباط داخل الجيش وهو الامر الذى يجب تداركه بسرعه كبيرة، خاصة وان ما حدث من عمليات انتقام عشوائية يحدث ردة فعل عكسية فى الاوساط السنية وحسب الكثير من المصادر فان بغداد باتتالهدف الاهم لداعش خلال المرحلة المقبلة ،فالعاصمة العراقية التى شهدت انهيارا امنيا خلال الايام الماضية بات التنظيم الارهابى على ابوابها الغربية والجنوبية والشمالية وهناك الكثير من التقارير التى تشير الى ان داعش الذي استفرد وتفرد بالقوة والسلطة فى المناطق السنية لاسباب كثيرة يعد لحملة من الانحاريين تستهدف الاماكن الشيعية المقدسة فى بغداد وغيرها لتفجير العاصمة واشعال حرب مذهبية معلنه فى شوارعها يستغلها للدخول على الخط فى تكرار لما حدث فى الموصل ويحدث فى الانبار، ويساعده فى ذلك ان الجميع يعرف ان التنظيمات الشيعية تتحرك بحرية فى بغداد الان بل ان المتطرف منها يقوم بدوريا واقامة نقاط تفتيش فى شوارع المناطق السنية خاصة فى غرب بغداد على اى الاحول يبدو ان الايام القليلة القادمة حبلى بالكثير من المفاجات التى نتمنى ان تكون سارة، لان البدائل كارثية ومأساوية لا تقتصر على العراق فقط بل على الجميع ويمكن ان تكون بداية لحرب اوسع تدخلها ايران التى لها اليد الطولى فى العراق الان والتى اعلنت انها لن تقف مكتوفة الايدى اذا تعرضت بغداد او المراقد الشيعية المقدسة لاى خطر من داعش بل ان قواتها تشارك وشاركت فى المعارك حسب الكثير من المصادر الايرانية ، اما الولاياتالمتحدة التى هيأت الارض لداعش ومن قبلها ايران وسياستها فى العراق وغيره فيبدو انها ادرك الخطر الذى يمثله داعش متاخرا واادركت ايضا ان العمليات الجوية لا تكفى للقضاء علية وعقب زيارة الجنرال الن الى العراق تيقنت من الفشل الذى يواجه القوات التى تحارب داعش على الارض لاسباب كثيرة تؤكد ان ما يحدث هو حرب مذهبية وانه لامجال للتحالف بين القوات الحكومية وقوات العشائر فى ظل حالة عدم الثقة التى خلفتها الكثير من الممارسات على الارض وربمايكون ذلك هو ما دعا رئيس الأركان المشتركة للجيش الأمريكى الجنرال مارتن ديمبسى الى ترجيح استخدام قوات برية لتحرير المناطق التى يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش" فى العراق وسوريا،خاصة بعد تدخل طائرات الاباتشى الامريكية للدفاع عن مطار بغداد ضد عناصر داعش، فى خضم هذه التطورات فان السلاح الوحيد والاقوى للقضاء على داعش سواء فى العراق وسوريا هو اعتماد مبدأ الدوله المدنية لان الاحزاب المذهبية والتحالفات الخارجية على هذه الاسس هدمت المجتمعات والدول وافرزت حالة غير مسبوقة فى تاريخ المنطقة الا وهى "داعش" التى توغلت وتوحشت بسبب تلك السياسيات وعلى حساب الجميع ايا كان مذهبهم او دينهم او عرقهم