كشف وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس موقف تركيا المتناقض بشأن حربها على الإرهاب ، وذلك بعد يومين من نفى أنقرة أي اتفاق جديدمع واشنطن يسمح لطائرات أمريكية بالإقلاع من قواعدها الجوية لضرب أهداف تنظيم داعش الإرهابي. وأكد كيرى فى مؤتمر صحفى فى باريس أن تركيا سمحت للتحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة باستخدام بعض منشآتها ولسنا فى حاجة للخوض فى التفاصيل ، مضيفا أن أنقرة تلعب دورا مهما جدا فى الحرب ضد الإرهاب ولها موضع تقدير فى التحالف مشيرا إلى أنها ستحدد دورها وفقا لجدولها الزمنى الخاص بها. وفى سياق متصل ، وجهت كلاوديا روت نائبة رئيس البرلمان الألمانى انتقادات حادة لنهج الحكومة التركية ضد حزب العمال الكردستانى المحظور ، وقالت :إننا نعيش جريمة مأساوية ونسفا لعملية السلام من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان .. وبمنتهى الوضوح تقود حكومته حاليا حربا ضد الأكراد أكثر منها ضد داعش.
وأكدت روت ضرورة ممارسة ضغوط سياسية كبيرة لإظهار بشكل نهائى ما إذا كانت تركيا مستعدة لوقف دعمها داعش ، فيما طالبت صحيفة ينى داغ التركية أمس حكومة العدالة والتنمية بتقديم استقالتها فورا قبل أن تدفع البلاد لمستنقع منطقة الشرق الأوسط وتدمير مستقبل تركيا.
وحملت الصحيفة الحكومة المسئولية كاملة عن الأحداث الأخيرة التى شهدتها العديد من المدن التركية وراح ضحيتها 40 مواطنا ، وأضافت أنه رغم التنازلات التى قدمتها للانفصاليين إلا أنهم عادوا إلى شن هجماتهم المسلحة فى مدن جنوب وجنوب شرق البلاد لإرغام الحكومة دعم الأكراد فى سوريا الذين يعتبرون امتدادا لهم.
وأضافت أن الدول الحليفة لم تعد تثق فى تولى تركيا زعامة مكافحة الإرهاب لسياستها الملتبسة وغير الواضحة بشأن تنظيم داعش.
جاء ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه مديرية أمن اسطنبول اعتقال 348 شخصا خلال المظاهرات الصاخبة التى شهدتها المدينة احتجاجا ضد جرائم تنظيم داعش ورفضهم صمت حكومتهم عما يحدث فى مدينة كوبانى السورية.