ممدوح فهمي مع تواتر الأحداث بشكل سريع في مذبحة إستاد بورسعيد.. لا يزال الحديث مستمرا حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة في ظل الأحاديث المتوترة حول العقوبات المتوقعة علي الطرف المدان وبالتحديد المصري البورسعيدي .. سواء بالهبوط إلي الدرجة الثانية او إغلاق إستاد بورسعيد.. وهي أمور كلها متعلقة برؤية لجنة المسابقات وأيضا اللجنة المسئولة عن إدارة اتحاد الكرة حاليا. وفي حقيقة الأمر فان أوراق التاريخ وعلي مدار سنوات طويلة من الشغب علي فترات متباعدة في الملاعب.. لم يذكر أحد ان المسئولين هناك اتخذوا قرارا بهبوط ناد لمجرد تورط جمهوره في مثل هذه الأحداث أو حتي الغاء المسابقة.. فطبقا للوائح المتبعة هناك الكثير من العقوبات التي تفرض علي الأندية في مثل تلك الحالات مثل خصم نقاط من رصيده أو نقل العديد من المباريات خارج ملعبه.. بالإضافة إلي إغلاق الملعب المنوط به الكارثة. وفي قراءة سريعة لأفظع كارثة شهدتها الملاعب الإفريقية علي مستوي الدوريات المحلية في ديربي غانا بين هارتس اوف أوك واشانتي كوتوكو في التاسع من مايو2001.. جاء السيناريو كما ذكرنا أنفا.. فعلي الرغم من المعركة الدامية بين جماهير الفريقين وسقوط127 ضحية من الجانبين.. إلا أن الأمور سارت طبقا للقانون سواء من خلال التحقيقات الجنائية التي جرت من خلال إدانة ضباط الأمن المسئولين عن تأمين ملعب أكرا سبورت.. وكما تذكر أوراق التاريخ فان التعامل مع هذه الكارثة من جانب مسئولي الاتحاد الغاني أو حتي الحكومة كان عمليا وسريعا.. فمن ناحية جري تشكيل لجنة تحقيق علي اعلي مستوي كشفت عن القصور الواضح والفادح في الإجراءات الأمنية وحددت أسماء المتورطين في ذلك بحيث جري إدانتهم تمهيدا لمحاكمتهم.. ومن ناحية أخري قرر الاتحاد إغلاق الملعب وإيقاف الدوري لأجل غير مسمي لحين عودة الهدوء والاستقرار.. وبمرور الوقت استشعر الجميع بان هذه الصناعة الهامة لبلاد النجوم السوداء تواجه خطر الانهيار سارعوا بإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح بعد اتخاذ الإجراءات الضرورية لعدم تكرار المأساة, واستأنفت المسابقة بعد شهر واحد بالتمام والكمال. هذا المشهد لم يكن بعيدا عن الملاعب الاخري سواء في أوروبا او غيرها من الدول الاخري.. ففي ديربي اسكتلندا بين سيتلتيك وجلاسجو رينجرز موسم1971 سقط66 قتيلا بخلاف160 مصابا اثناء محاولة الجماهير العودة للملعب لمشاهدة هدف جري تسجيله في الثواني الأخيرة من اللقاء.. ولم يتم إعلان هبوط أي من الفريقين وان كان الموقف بالطبع تطرق لسلسلة من العقوبات القاسية بعد إدانة الطرف المسئول. وتكرر نفس السيناريو في ديربي التانجو الساخن دائما بين ريفر بلات وبوكا جونيورز في الدوري الارجنتيني.. فقد سقط74 قتيلا بالإضافة إلي150 مصابا موسم1968 بسبب تدافع الجماهير للخروج من الملعب.. وجري وقتها إغلاق الملعب ومعاقبة المسئولين عن تأمين اللقاء.