نشرت الصحف يوم السبت السابق لعيد الأضحى المبارك أن المهندس إبراهيم محلب قام بجولة مفاجئة فى شوارع المعادى ومعه زوجته، وفى الفقرة الثانية من الخبر أن شارع 9 بنفس الحى استعد للزيارة التى ظهر فيها محافظ القاهرة. ربما يكون الخبر عاديا أيام العهود السابقة، مثل زيارة مفاجئة للمسئول الفلانى لأقسام الشرطة للوقوف على مدى جاهزيتها فى مواجهة أى أحداث طارئة وخلافه، او ان الرئيس الأسبق زار مدينة كذا فجأة .. ولكن أن يفاجأ المصريون بمثل هذه الأخبار بعد ثورتين، فهنا تكون الأزمة لأننا مازلنا مصابين بمرض «تصدير الأوهام للشعب»، لأن المسئول التنفيذى يريد الاستحواذ على مضمون نشرات الأخبار و الصحف حتى يستمر الحديث عنه وانجازاته بلا انقطاع. المهندس محلب بتاريخه المهنى الطويل لم يكن بحاجة الى نشرة من مكتبه الإعلامى لبث مثل هذه الأخبار التى تخصم من رصيده الشعبى ولا تضيف اليه، فالجميع يعرفه كرجل «بتاع كبارى» مثلما يحب هو أن يصف نفسه دوما. مشكلة أخرى تحير الكثيرين، وهى ظاهرة حقيقية تسمى «وزير التموين»، فهذا الرجل لا يمل ولا يكل عن اطلاق التصريحات بصورة يومية وربما أكثر من خبر ونشرة فى اليوم الواحد، واعتقد أن الحكومة لا تحاسبه أو تراجعه فى تصريحاته الكثيرة، وهو لا يختلف كثيرا عما سبقه من وزراء التموين الذين لم يسهموا بأى حلول للأزمات التموينية. هذا الوزير اطلق قبل أيام تصريحات تضع مصر فى قائمة الدول المتقدمة لو صح كلامه، لانه تحدث عن 15 مشروعا قوميا باستثمارات 100 مليار دولار وخريطة تجارية لمصر ومنطقة لوجستية بكل محافظة وبورصة سلعية ومدينة تسوق واقامة منطقة صناعية كبيرة لتكرير السكر بجوار ميناء دمياط، وانشاء أول وأكبر مدينة عالمية تجارية وترفيهية للسياحة والتسوق بالقرب من خليج السويس تضاهى أشهر الشوارع التجارية فى العالم بلندن وباريس، ويوفر المشروع نصف مليون فرصة عمل بالاضافة الى مدينة ملاهٍ عالمية بالتعاون مع مؤسسة ديزنى لاند. إنه حقا ظاهرة. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري