تناول عدد من التقارير الصادرة أخيرا عن معاهد ومراكز متخصصة فى شئون الشرق الأوسط، فضلا عن الشبكات الإخبارية الغربية، تفاصيل بشأن ثروة تنظيم داعش وتأثيرها على تطوير قدرته على التنظيم والقتال والتوسع فى المناطق التى يسيطر عليها. وكشف تقرير أمريكى صادر عن معهد بروكنز فى واشنطن، عن أن التنظيم يحقق مكاسب يومية لا تقل عن 3 ملايين دولار كأرباح صافية من بيع البترول العراقى والسورى فى السوق السوداء، وهو ما يعنى أن إيرادات التنظيم من البترول وحده تتجاوز ال90 مليون دولار شهريا. وأوضح التقرير أن سعر برميل البترول المنتج من الحقول التى يسيطر عليها داعش وغيرها من المجموعات المسلحة يتراوح بين 20 دولارا و60 دولارا ، فى وقت يتراوح فيه سعر الخام بالأسواق العالمية بين 95 دولارا و105دولارات، إلا أن بترول داعش يتم ضخه فى أسواق سوداء فى كل من العراقوتركيا، وتقوم عصابات متخصصة بإعادة تصديره إلى أماكن مختلفة من العالم والمنطقة. وأشار التقرير إلى أن مقاتلى التنظيم أجبروا العاملين فى مصافى البترول على مواصلة العمل فيها، فى الوقت الذى يستحوذ فيه التنظيم على الإنتاج بالكامل. وأضاف التقرير أن عدد مقاتلى داعش زاد بنحو 10 آلاف مقاتل خلال شهر يونيو الماضى فقط. وأشار إلى أن البيانات الرسمية التى أعلنها النظام السورى فى دمشق كشفت عن أن تنظيم داعش ينتج خمسة أضعاف ما ينتجه النظام من البترول، حيث يبلغ إنتاج داعش 80 ألف برميل يوميا مقابل 17 ألف برميل ينتجها النظام يوميا ، مما يجعل مبيعات البترول فى السوق السوداء أحد أهم مصادر التمويل لمقاتلى التنظيم. كما أكد تقرير آخر لشبكة سى إن إن أن توسع تنظيم داعش على طول المناطق الحدودية السورية مع تركيا سنحت له الفرصة للسيطرة على عدد من آبار ومصافى البترول ليجنى التنظيم أموالا طائلة تصل إلى ما يقرب من مليون دولار يوميا. وأضاف التقرير أن التنظيم يمارس تجارة تهريب براميل البترول داخل أجزاء من جنوبتركيا بعد سيطرته على أجزاء كبيرة من شمال العراق وشمال سوريا. ونقلت الشبكة عن ميثيو ليفيت الخبير الدولى فى شئون تمويل المنظمات الإرهابية فى معهد واشنطن لشئون الشرق الأدني، قوله: إن الأموال الضخمة التى ينفقها التنظيم على رواتب المقاتلين والأسلحة تكشف حجم الثروة التى يحصلون عليها من بيع براميل البترول، معربا عن اعتقاده بأن التنظيم يحصل على ما يقرب من مليون دولار يوميا. وأضاف ليفيت أن تمويل التنظيم لا يقارن بتمويل أى منظمة إرهابية ظهرت على مدى العقود السابقة، لافتا إلى أن التنظيم لا يكتفى فى تمويله على إيراداته من تهريب البترول فقط ، حيث يتلقى التنظيم أيضا أموالا ضخمة من المتعاطفين الأثرياء من دول بالمنطقة.