مازال البعض غير مصدق أو ربما متشكك فى أن مصر اصبحت تمتلك قرارها السيادى الذى يخدم مصالحها ويحفظ كرامتها دون تبعية لأى قوى عظمى فى الشرق أو الغرب، وأن سياستها الخارجية اصبحت تعكس الإرادة الشعبية وتصاغ على نحو يتسق مع مصالحها الوطنية وأمنها القومى. فقد سألنى سفير إحدى الدول التى استقلت مؤخرا عن الاتحاد السوفيتى السابق تعليقا على القمة التى جمعت الرئيسين عبد الفتاح السيسى والأمريكى باراك أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا..عما إذا كانت العلاقة مع الولاياتالمتحدة ستؤثر على علاقات مصر مع روسيا خاصة وأن الرئيس السيسى سبق وأن زار موسكو وأجرى مباحثات مهمة مع الرئيس بوتين ، وتساءل الدبلوماسى الأجنبى كيف ستتعامل مصر مع روسيا فى المستقبل.قلت للسفير الصديق إن علاقتنا بالولاياتالمتحدةالأمريكية بالتأكيد مهمة جداً ، وكذلك العلاقة مع روسيا ، ولاينسى الشعب المصرى المواقف الروسية التاريخية مع مصر سواء فى عملية بناء السد العالى أو فى حرب 1973، وهى علاقات ممتدة ووثيقة. وقلت إن سياسة مصر الخارجية تقوم على مد جسور التعاون مع جميع دول العالم على أساس استقلالية القرار، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وتحرص مصر علي دعم الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.وقلت إن مصرت تواجه تحدياً رئيسياً يتمثل فى تنامى ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة ،مضيفاً أن مصر حريصة كذلك على تطوير علاقاتها الثنائية مع روسيا فى مختلف المجالات بما يعود بالنفع علي الشعبين،دون أن ننسى أن قمة سوتشي بين الرئيسين السيسي وبوتين قد فتحت آفاقاً رحبة لتطوير هذه العلاقات.أما فيما يتعلق بالعلاقات مع أمريكا فقلت أنها علاقة إستراتيجية تستند إلى مبدئى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل، وهى علاقة تسمح بتوفير مساحة واسعة للطرفين بالاتفاق أو الاختلاف حول العديد من القضايا التى تهم البلدين. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى