بعض القلوب ثمار.. منها الحلو ومنها الحار. ملء العين تتدلى ثمارها لتضىء الفضاء الأخضر عشقاً مسافات وأزمانا. سلال من الفلفل الأحمر مثقلات بخير الأرض، تحمل معها بشارات الأمانى وأحلام البسطاء. فى ليالى الضيق واليأس تزيّن جدران بيوت الفلاحين ومحلات الخضروات. البابريكا (الفلفل الأحمر المطحون) ليست مجرد توابل تدخل فى تتبيل اللحوم والفراخ أو تلوين الأرز فحسب، وإنما هى صناعة كبرى تأتى بعائد اقتصادى عظيم على المجر. داخل "متحف البابريكا" فى بلدة كالوكسا (عاصمة البابريكا بالمجر) - برفقة الاتحاد الدولى للكتاب السياحيين- تعرفنا على عملية إنتاجها، والماكينات المستخدمة لطحنها، وتاريخ دخولها المجر بين 1538-1548 على يد العثمانيين. وكان المجرى ألبرت سزنت جيرجيى -الحائز على جائزة نوبل- قد اكتشف أن البابريكا تحتفظ بنسبة كبيرة من فيتامين سي، كما أنها غنية بمضادات التأكسد. حقول فلفل تستعصى على الحصاد حين تصبح جزءاً من الهوية!.. ما ترك الغرب شيئاً يثبت وجودهم، إلّا ونسجوا له الأساطير!. ألا تستحق ثقافتنا الغذائية أن نقيم لها متاحف؟؟.. إلى متى يسرق تاريخنا ونحن فى سبات عميق تشابهت فيه المضاجع والقبور؟!.. فيما عرفت مصر بفولها وعدسها وبصلها، يحتكر صناعة "الطعمية" بأوروبا رجلاً يهودياً يُدعى "معاذ"، وتترجم القواميس الأمريكية كلمة "ملوخية" باعتبارها "شوربة يهودية"!!.. هناك من يحاصر وجودنا... أفيقوا قبل أن ترنو شمس تاريخنا للزوال.