هو المهرجان الدولى السابع للموسيقى الروحية والإنشاد الذى يحمل رسالة سلام إلى العالم من خلال 14 دولة. المهرجان يقدم الموسيقى الخاصة بكل دولة وخاصة الموسيقى الذاتية وكان الافتتاح فى القلعة ليقام الحفل الختامى فى مسرح الصوت والضوء بالهرم. كانت مشاهدتى لك هذا الأسبوع فى حفلات هذا المهرجان حيث كان اهتمامي ربما بالمشاهد المتلقى أكثر من الفنان المؤدى على خشبة المسرح. السبب هو أنه ربما هى أول مرة أشاهد هذا التجمع الغريب من المشاهدين فى حفل واحد.. أشاهد الهندى واليونانى والأمريكى والإندونيسى والباكستانى والتونسى والصينى والبوسنى والمغربى والكويتى والبنجلاديشى والأردنى وبعضهم من أعضاء السفارات الخاصة بهم فى القاهرة والبعض الآخر من الذين حضروا مع فرقهم إلى القاهرة للاشتراك فى هذا المحفل الذي يقيم مهرجانه الدولى السابع. لهذا المهرجان ولهذه الموسيقى الروحية والتراثية والإنشاد والترانيم القبطية قصة طويلة بدأت برؤية الفنان انتصار عبدالفتاح الذى استخدم الموسيقى المصرية القديمة فى مسرحيته «مخدة الكحل» منذ أكثر من 20 عاما لتفوز بأكثر من جائزة فى مهرجان المسرح التجريبى بعد أن تجولت فى أكثر من عاصمة من عواصم العالم وكانت بطلتها الفنانة سميرة عبدالعزيز . هذا العرض قدم على مسرح الطليعة ومنذ هذا التاريخ ومحاولات انتصار عبدالفتاح تغوص فى الموسيقى القديمة والتواشيح وأيضا الروحية بكل ألوانها ومنها بالطبع الترانيم القبطية. والأهم أنه كان يجمع بين هذه الموسيقى وتلك فى العرض الواحد مما اجتذب العديد من المتلقين المصريين، وأيضا السياح الذين كانت قبة الغورى هى المكان الذى يجتذب السياح إلى هذا المكان الأثرى القديم.. يجد فيه إلى جانب معماره الأثرى الإسلامى.. يجد فيه أيضا توافق الموسيقى الروحية القديمة والإنشاد الدينى والترانيم القبطية فى تناغم بديع يقدم مصر فى صورتها الحقيقية المتسامحة والتى يستشعرها المتلقى الأجنبى مع المتلقى المصرى. فى هذه الطقوس قدم أيضا انتصار عبدالفتاح مسرحية المولوية فى قبة الغورى ليقوم ببطولتها أحمد فؤاد سليم أمام سميرة عبدالعزيز فى عرض مسرحى هو بالتأكيد الأول من نوعه لدينا. وتطورت عروض الموسيقى الروحية لتنتهى بإقامة أول مهرجان دولى لهذه الموسيقى باسم سماع منذ 7 سنوات ولتستمر حتى الآن. لكل فريق كانت مدة عرضه نصف ساعة لثلاثة فرق يوميا. تحية لهذا الفنان المبدع والمبتكر انتصار عبدالفتاح وأيضا بالطبع التحية للجهات التى ساندته وهى صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة والعلاقات الثقافية الخارجية ثم وزارتا السياحة والآثار.