وبهذه المناسبة التقينا بالفنان والمخرج د. انتصار عبدالفتاح وكان لنا معه الحوار التالي.. ما الجديد الذي يقدمه المهرجان هذا العام؟ في البداية أحب أن أقول إن المهرجان يأتي كل عام ليؤكد علي رسالة السلام والمحبة، وفي كل مرة تزور مصر فرق مختلفة وتنضم إليه أيضاً دول جديدة، وسوف أهدي هذه الدورة إلي الوطن العربي في محاولة لجمع أشلائه الممزقة من خلال المحبة والسلام، وسوف تقام ورشة دولية للفرق المشاركة من الوطن العربي خلال فاعليات المهرجان تضم مصر وتونس والمغرب والأردن وسوريا، كما يشارك في المهرجان العديد من الدول بينها الهند والمغرب ونيجيريا وتونس وسوريا والبوسنة وأمريكا وبنجلاذيش والكويت وباكستان والأردن وأندونيسيا وزامبيا والصين واليونان وسوريا ومصر. ويكرم المهرجان هذا العام الشيخ سيد النقشبندي، والمفكر الكبير عزالدين مدني، والمفكر والكاتب جمال الغيطاني، والدكتور محمود عزب، والشاعرة ثريا إقبال، والأب بطرس دانيال. من جهة أخري أضفنا فضاءات جديدة للمهرجان فبعد أن كنا نعرض في قبة الغوري فقط عندما بدأ المهرجان، أصبحنا اليوم نعرض في العديد من الأماكن المتميزة لنتيح لجمهور أكبر متابعة عروض المهرجان، وقد أضفنا هذا العام- من منطلق الاهتمام بالقاهرة التاريخية، شارع المعز بما له من تاريخ وما يضمه من آثار متميزة، حيث قمنا ببناء مسرح لاستضافة عروض المهرجان، إضافة إلي عمل دفيليه لجميع الفرق المشاركة. كذلك قررنا أن نقيم حفل ختام المهرجان يوم 27 سبتمبر في فضاء مهم جداً مختلف عن كل عام وهو سفح الأهرامات بمسرح الصوت والضوء. وهل هناك رمزية ما لإقامة حفل الختام عند سفح الأهرامات؟ عندما انطلق حفل الافتتاح من القاهرة التاريخية بالقلعة عشية الاحتفال باليوم العالمي للسلام، وعندما يأتي الختام عند سفح الأهرامات من قلب الحضارة المصرية الفرعونية القديمة التي ترمز لحكمة المصريين في اليوم الموافق لليوم العالمي للسياحة فإننا بذلك نؤكد علي مصر وريادتها عبر العصور. كيف كانت بداية المهرجان؟ البداية الحقيقية كانت من خلال قبة الغوري من خلال ورشة عمل (منشد الغوري) التي كشفت عن أهم الأصوات المجهولة والمتميزة في الإنشاد بأقاليم مصر المختلفة، وفي عام 2006 تم تأسيس فرقة "سماع للإنشاد الموسيقي الصوفية« في قلب القاهرة الفاطمية التي اهتمت بإحياء القوالب القديمة مثل التواشيح، والمقامات النادرة، والطرائق التراثية، مع توظيف معمار قصر وقبة الغوري بنقوشه البارزة بالكتابات الكوفية والخشب المخروط والزخارف البديعة واستلهام فنون الخط العربي والرقص الصوفي. وقد كانت هذه الفرقة نواة لمدرسة لتعليم أصول الإنشاد القديم، وبالفعل تم تخريج خمس دفعات حتي الآن ويشارك في مهرجان هذا العام محمود وهو طفل في العاشرة من عمره ضمن خريجي الدفعة الخامسة. وفي عام 2008 تم تأسيس فرقة سماع للإنشاد الدولي والموسيقي الروحية تحت اسم رسالة سلام وحوار ثقافات الشعوب والتي تأسست كجزء من مشروع يهدف لاستخدام الموسيقي الروحية والإنشاد للتقريب ما بين الثقافات، وتضم هذه الفرق كل من فرقة سماع للإنشاد الصوفي ومجموعة التراتيل والألحان القبطية ومجموعة أكابيلا للترانيم الكنائسية وفرقة اندونيسيا للإنشاد.. وقد وافق تأسيسها بداية مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية بهدف ضم فرق أخري من بلدان وقارات العالم. كيف استطاع الفنان انتصار عبدالفتاح أن يكتشف سر الموسيقي بحيث يجمع الفرق من الشرق والغرب ليقدموا معاً عروضهم كفرقة واحدة؟ أنا أؤمن بأن هذا الحوار بداخلنا جميعاً وفي نفس الوقت أشعر أنني مصري وهندي وأوزبكستاني أنني أجيد إجادة تامة ومطلقة هذا الشعور بالمفهوم العالمي للفن، القضية أن ينصهر العالم في لحظة إنسانية واحدة. ما حكاية العرض الذي سيقام في الفاتيكان؟ في الواقع قدمت فرقة "سماع" للإنشاد الدولي والموسيقي الروحية عروضها في العديد من دول العالم وحققت نجاحاً هائلاً، ووسط كل ذلك كنت أحلم أن تقدم رسالة سلام عروضها في الفاتيكان وبالفعل تلقينا دعوة لتقديم أحد عروضنا هناك خلال الفترة القادمة، وهو ما يتم التنسيق له حالياً، وأنا أتمني أن تتسع رسالة سلام لتشمل العالم كله وأن ننشد جميعاً من أجل السلام الحقيقي.