من فوق منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، شنت روسيا هجوما ضاريا ضد الولاياتالمتحدة والغرب. فقد اتهم وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف خلال الكلمة التى ألقاها فى اليوم الرابع من انعقاد الجمعية كلا من الغرب وحلف شمال الأطلنطى «ناتو» بأنهم لم يغيروا شفراتهم الوراثية منذ عهد الحرب الباردة، وطالب الولاياتالمتحدة بالتخلى عن مزاعمها بأنها القوة المتفردة أبديا. وأكد لافروف أن الأزمة فى أوكرانيا جاءت نتيجة الانقلاب الذى دعمته أمريكا و الاتحاد الأوروبى فى داخلها، مشيرا الى أن واشنطن وبروكسل كانا يهدفان الى تجريد كييف من دورها المحورى كرابط بين الشرق والغرب، كما أنهما حرما أوكرانيا من الفرصة لشغل مكانة محايدة لا تنتمى لأى كتلة. واعتبر أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم جاء بناء على اختيار سكان شبه الجزيرة الذى يتحدث غالبيتهم الروسية. ولم يتطرق الوزير الروسى لاتهامات الغرب بتوغل جنود روس فى الأراضى الأوكرانية، وإرسال إمدادات من السلاح الروسى للانفصاليين فى شرق أوكرانيا. وأكد لافروف أن العقوبات الغربية لن تثنى بلاده عن تبديل نهجها حول القضية الأوكرانية. وقال إن محاولات ممارسة الضغوط على روسيا لإجبارها على التخلى عن قيمها وصدقها وعدالتها، لن تنجح مطلقا. وألمح وزير خارجية روسيا الى وعد تلقته بلاده عقب تفكك الاتحاد السوفييتى عام 1991، بأن التوسع لن يحدث، حسب قوله ، وذلك فى إشارة الى توسع عضوية الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو شرقا. وفيما يعد يوما مفتوحا لهجوم قوى آسيا على الولاياتالمتحدة، اتهم وزير الخارجية الكورى الشمالى رى سو يونج واشنطن باستغلال قضية حقوق الإنسان، لأغراض سياسية، ودعا دول العالم الى الامتناع عن أى تحرك ضد سوريا تحت قناع مكافحة الإرهاب. ووصف الوزير الكورى الشمالي، فى كلمته أمام الجمعية العامة، مجلس الأمن الدولى بأنه «منتدى الأكاذيب والمعايير المزدوجة»، على حد وصفه ، وطالب بإصلاحه ، متهما إياه بغض الطرف عن القتلى المدنيين فى غزة تحت الهجمات الإسرائيلية، بينما يعاقب سوريا على صراع داخل أراضيها. وأكد أن مجلس الأمن يظهر أقصى تجليات للمعايير المزدوجة ، وقال إن المجلس رفض النظر فى طلبات بيونج يانج بتعليق التدريبات الحربية المشتركة التى تجريها الولاياتالمتحدة مع كوريا الجنوبية. وتعد هذه الكلمة هى الأولى لمسئول رفيع كورى شمالى على منصة الأممالمتحدة منذ 15عاما. وفى كلمة الصين التى ألقاها وزير الخارجية وانج يي، طالبت بكين بقدر أكبر من الجهود الدبلوماسية فى تسوية الأزمات التى تواجه العالم. وأكد وانج أن الأعمال العسكرية لا تؤدى الى حل النزاعات، مضيفا أن العنف لا يولد الا العنف المضاد. ودعا الوزير الى حملة عالمية ضد استخدام المتطرفين الدينيين والإرهابيين للانترنت للحد من قدرتهم على نقل أفكارهم وجمع الأموال. وقال وانج إنه نظرا لظهور تطورات جديدة فى الحرب العالمية على الإرهاب يتعين على المجتمع الدولى اتخاذ إجراءات جديدة للتعامل معها. وأضاف أنه يجب التركيز بشكل خاص على محاربة التطرف الدينى والإرهاب الإليكترونى وأن يتم اجتثاث الجذور ومنع القنوات التى تستخدم فى نشر الإرهاب والتطرف. وطالب دول العالم باتخاذ إجراءات صارمة وفعالة ضد استخدام الإرهابيين للانترنت ووسائل الاتصال الحديثة الأخرى للتحريض أو التجنيد أو التمويل أو التآمر لشن هجمات إرهابية. أما الهند، فقد أعلن رئيس وزرائها ناريندرا مودى خلال كلمته، رغبته فى إجراء محادثات ثنائية حول كشمير مع جارته باكستان بشرط عدم وجود أى ظل للإرهاب. وشنت كوبا فى كلمتها أمس هجوما لاذعا ضد واشنطن بسبب لجوء الأخيرة الى العقوبات أحادية الجانب كسلاح يخدم أهداف السياسة الخارجية. وأكد وزير الخارجية الكوبى برونو رودريجز أن استخدام المحاكم الأمريكية لإصدار أحكام بتوقيع الغرامات ضد أطراف عبر الحدود يمثل انتهاكا للقانون الدولي.