بالرغم من أهميته البالغة، وخطورته على الأمن القومى المصرى بشكل مباشر، فإن تطورات المشهد اليمنى منذ نزول الحوثيين من منطقة «صعدة» التى كانوا يتفوقعون بها لسنوات إلى «إحتلال» أو الاستيلاء على العاصمة صنعاء، لم تحظ باهتمام مصرى قوى رسمياً وشعبيا، فى ظل حالة الفوضى والتفتيت التى تعيشها العديد من الدول العربية. فقبل أيام من احتفال اليمن بالذكرى ال 52 لثورة 26 سبتمبر، تمكنت جماعة الحوثيين من السيطرة على العاصمة، وكل مؤسسات الدولة، فى عمل وصفه الرئيس عبدربه منصور هادي، بأن وراءه مؤامرة كبرى داخلية وخارجية، وسط حالة من الخوف والهلع تسود أوساط اليمنيين من تطورات الأيام المقبلة، واحتمالات نشوب حرب أهلية فى البلاد، ولذلك خرج الالاف منهم فى مظاهرات رافضة للحوثيين المدعومين عسكريا وماليا من إيران. ولذلك احتفل الايرانيون بسيطرة الحوثيين على صنعاء، بل وان مندوب العاصمة طهران على رضا زاكانى قال فى البرلمان الايرانى منذ أيام وهو مقرب من المرشد الأعلى على خامنئى، إن ايران أصبحت تسيطر وتدير ثلاثة عواصم عربية، وأن العواصم الثلاث أصبحت تابعة لل «الثورة الاسلامية» وأن صنعاء باتت العاصمة العربية الرابعة التى تلحق بالثورة الايرانية على حد وصفه، والعواصم الثلاثة التى يقصدها النائب الايرانى هى بيروت ودمشق وبغداد، وماجري، ويجرى فى اليمن وليبيا والعراق وسوريا وغيرها من الدول العربية لا يخرج باية حال من الأحوال عن مشروع إعادة هيكلة، وتقسيم العالم العربى وفق الرؤية الأمريكية للشرق الاوسط الجديد، وتطبيق عملى لاستراتيجية «الفوضى الخلاقة» التى ابتدعتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس. وتحتاج تطورات اليمن إلى المزيد من الاهتمام والتركيز المصرى ليس فقط لانه بلد شفيق يوشك أن يسقط فى براثن الفوضى والعنف والتقسيم، ولكن لانه يمس الأمن القومى المصرى مسا مباشرا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام