شدد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة إحداث توافق دولى حول تبنى مقاربة جديدة لمعالجة الأزمة السورية تقوم فى الأساس على بيان مؤتمر (جنيف 1) الذى عقد فى 30 يونيو 2012، وما نص عليه بشأن التوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وجدد تأكيد موقف الجامعة العربية الداعى إلى ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى إقرار الحل السياسى للأزمة السورية كأولوية قصوى، حيث لا يوجد حل عسكرى لهذه الأزمة. وحذر العربى فى كلمته أمام الاجتماع الوزارى لمجموعة أصدقاء سوريا الذى عقد فى نيويورك على هامش اجتماعات الدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة من تنامى المأساة التى يعيشها الشعب السورى، والتى أصبحت توصف بأنها الكارثة الإنسانية الأعظم فى القرن ال 21 بسبب ما لحق بسوريا وشعبها من قتل ودمار ومعاناة، حيث بلغ عدد النازحين واللاجئين السوريين أكثر من 10 ملايين موزعين داخل سوريا وفى الدول المجاورة. ونبه العربى إلى أن استمرار القتال فى سوريا قد خلق بيئة خصبة لنمو الإرهاب فى المنطقة، بعد أن أصبحت أجزاء كبيرة من أراضى سوريا والعراق تحت سيطرة تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة، الأمر الذى يستدعى موقفا حازما من مجلس الأمن، ومن جميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية والمؤثرة فى مجريات الأزمة السورية. وفى كلمته أمام الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا، أكد العربى ضرورة تحقيق الشراكة بين مختلف الجهود الدولية والعربية والإقليمية المبذولة لمساعدة ليبيا، ونوه بأهمية الدور المحورى الذى تضطلع به آلية دول جوار ليبيا والتى تبنت فى اجتماعها الأخير فى القاهرة مبادرة مهمة فى هذا الشأن. وأكد العربى عددا من الثوابت، وهى أن الحل يجب أن يكون نابعاً من إرادة وطنية ليبية حرة، والوقوف بحزم ضد أى محاولات للتدخل الخارجى وصد كل من يحاول النيل من استقلال ليبيا وسيادتها ووحدة شعبها وسلامتها الإقليمية والإلتزام بتوفير الدعم الكامل للمؤسسات الدستورية الشرعية للدولة الليبية، وعلى رأسها مجلس النواب الليبى المنتخب والحكومة المصغرة التى شكلت مؤخراً، بصفتهما المعبرين عن إرادة الشعب الليبي.